للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن القطيعى: منع الوزير ابن هبيرة الشعراء من إنشاد الشعر بمجلسه، فكتب إليه النميرى قصيدة سمعتها من لفظ النميرى. فكتب الوزير على رأسها بخطه:

لو كان الشعراء كلهم مثله فى دينه وقوله لم يمنعوا، وإنما يقولون ما لا يحل الإقرار عليه، وهو فالصديق وما يذكر يوقف عليه، ورسومه تزاد ولا تنقص، والسلام.

وقد حدث النميرى بحديثه وشعره، وسمع منه القطيعى، وغيره

وروى عنه عثمان بن مقبل الياسرى، وبهاء الدين عبد الرحمن المقدسى، وابن الدبيثى، ويوسف بن خليل وغيرهم.

وتوفى يوم الثلاثاء عشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقبرة الإمام أحمد عند الشهداء رحمه الله.

ومن شعره، وقد سئل عن مذهبه واعتقاده؟ فأنشد:

أحب عليا والبتول وولدها … ولا أجحد الشيخين حق التقدم

وأبرأ ممن نال عثمان بالأذى … كما أبرأ من ولاء ابن ملجم

ويعجبنى أهل الحديث لصدقهم … فلست إلى قوم سواهم بمنتمى

وقد روى البيت الثالث على وجه آخر.

ومن شعره وقرأته بخط السيف بن المجد الحافظ:

سبرت شرائع العلماء طرا … فلم أر كاعتقاد الحنبلي

فكن من أهله سرا وجهرا … تكن أبدا على النهج السوى

هم أهل الحديث وما عرفنا … سوى القرآن والنص الجلى

ومما أنشده عنه ابن القطيعى، وقال: أنشدنى لنفسه:

وكفى مؤذنا باقتراب الأجل … شباب تولى وشيب نزل

وموت اللذات، وهل بعده … بقاء يؤمله من عقل؟

إذا ارتحلت قرناء الفتى … على حكم ريب المنون ارتحل

هو الموت لا تحتمى للنفوس … من خطبه بالرقى والحيل

إذا صال كان سواء عليه … من عز من كل حى وذل

<<  <  ج: ص:  >  >>