للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسنة وشعر جيد. وكلام فى الوعظ بديع. وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع متواضعا، جميل الصحبة.

وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزى: كان صالحا دنيا، نزها عفيفا، كيّسا لطيفا متواضعا، كثير الحياء. وكان يزور جدى ويسمع معنا الحديث. وذكر أنه استوطن بغداد لوحشة جرت بينه وبين خطيب حران ابن تيمية، فإنه خشى منه أن يتقدم عليه. فلما استشعر ذلك منه عاد إلى بغداد وسكنها.

قال: وحضرت مجالسه بباب المشرعة. وكان يقصد التجانس فى كلامه.

وسمعته ينشد:

وأشتاقكم يا أهل ودّى وبيننا … كما زعم البين المشتّ فراسخ

فأما الكرى عن ناظرى فمشرد … وأما هواكم فى فؤادى فراسخ

وذكره الناصح ابن الحنبلى، فقال: اشتغل بالفقه. وسمع درس شيخنا ابن المنى. وتكلم فى مسائل الخلاف، واشتغل بالوعظ، وفتح عليه بالنظم والنثر ورجع إلى حران، ووعظ بها مدة، ثم سافر إلى دمشق، وحضر مجلسى، وسألناه أن يجلس فامتنع، وقال: ما أجلس فى بلد تجلس أنت فيه، كأنه يكرمنى بذلك. ثم عاد إلى بغداد.

وقال ابن القادسى: كان ديّنا، صالحا ذا معرفة، عذب العبارة، مليح الكلام، كيسا، متواضعا، عقد مجالس الوعظ ببغداد.

قلت: وقد سبق فى ترجمة شيخه ابن المنىّ مرثية له فيه. وكان يفتى ببغداد مع أكابر فقهائها.

قال ابن النجار: توفى يوم الخميس سادس عشر ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة. ونودى بالصلاة عليه فى البلد. فاجتمع له الناس من الغد بجامع القصر، فصلينا عليه. وكان الجمع متوافرا، ثم صلّى عليه نوبة ثانية بالمدرسة النظامية.

ودفن بباب حرب، وأظنه قارب الخمسين، أو بلغها. رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>