للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله تصانيف فى الخلاف والجدل، منها «التعليقة المشهورة» و «المفردات» ومنها: كتاب «جنة الناظر وجنة المناظر» فى الجدل. واشتغل عليه جماعة، وتخرجوا به.

وحدث، وسمع منه جماعة. وأجاز لعبد الصمد بن أبى الجيش المقرئ، وولاه الخليفة الناصر النظر فى قراه وعقاره الخاص، ثم صرفه.

وقد حط عليه أبو شامة، ونسبه إلى الظلم فى ولايته. وأظنه أخذ ذلك من مرآة الزمان، وكذلك ابن النجار، مع أنه قال: كان حسن العبارة، جيد الكلام فى المناظرة، مقتدرا على رد الخصوم. وكانت الطوائف مجمعة على فضله وعلمه. وكان يدرس فى منزله، ويحضر عنده الفقهاء. قال: ورتب ناظرا فى ديوان المطبق مديدة، فلم تحمد سيرته، فعزل واعتقل مدة بالديوان، ثم أطلق، ولزم منزله. قال: ولم يكن فى دنيه بذاك.

ذكر لى ولده أبو طالب عبد الله، فى معرض المدح: أنه قرأ المنطق والفلسفة على ابن مرقش الطبيب النصرانى، ولم يكن فى زمانه أعلم منه بتلك العلوم، وأنه كان يتردد إليه إلى بيعة النصارى.

قال: وسمعت من أثق به من العلماء يذكر: أنه صنف كتابا سماه «نواميس الأنبياء» يذكر فيه أنهم كانوا حكماء، كهرمس، وأرسطاطاليس.

قال: وسألت بعض تلامذته الخصيصين به عن ذلك؟ فما أثبته ولا أنكره، وقال: كان متسمحا فى دينه، متلاعبا به، ولم يزد على ذلك.

قال: وكان دائما يقع فى الحديث، وفى رواته، ويقول: هم جهال، لا يعرفون العلوم العقلية، ولا معانى الأحاديث الحقيقة، بل هم مع اللفظ الظاهر، ويذمهم، ويطعن عليهم.

ومما أنشده ابن النجار من شعره:

دليل على حرص ابن آدم أنه … ترى كفه مضمومة وقت وضعه

<<  <  ج: ص:  >  >>