للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سأل عنه. وكان من أئمة المسلمين، حافظا للحديث متنا وإسنادا، عارفا بمعانيه وغريبه ومشكله، متقنا لأسامى المحدثين وكناهم، ومقدار أعمارهم، وما قيل فيهم من جرح وتعديل، ومعرفة أنسابهم، واختلاف أسمائهم، مع ثقة وعدالة وصدق وأمانة، وحسن طريقة وديانة، وجميل سيرة، ورضى أخلاق، وتودد وكيس ومروءة ظاهرة، وتعمد لقضاء حقوق الإخوان، ومساعدة الغرباء.

وقال الحافظ الضياء: كان رحمه الله حافظا فقيها ذا فنون. وكان أحسن الناس قراءة وأسرعهم. وكان غزير الدمعة عند القراءة. وكان متقنا ثقة، سمحا جوادا. وكان يتكلم فى مسائل الخلاف كلاما حسنا. وكان يقرأ الحديث للناس كل ليلة جمعة فى مسجد دار البطيخ بدمشق - قال الذهبى: يعنى مسجد السلالين - وانتفع الناس بمجالسته، ثم انتقل من الجامع إلى موضع والده، فكان يقرأ يوم الجمعة بعد الصلاة. ووصفه بالمروءة التامة والديانة المتينة.

وقال أبو شامة: صحب الملك المعظم عيسى، وسمع بقراءته الكثير، وكان حافظا دينا، زاهدا ورعا.

قلت: وخرّج تخاريج، كالأمالي، وجدت منها: الجزء التاسع والأربعين.

وروى عنه ابناء: تقى الدين أحمد، وعزّ الدين عبد الرحمن، والحافظ ضياء الدين، والشهاب المقومى، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبى عمر وابن النجار، وآخرون.

توفى - رحمه الله - ليلة الاثنين، تاسع عشر - وقيل: العشرين - من شوال، سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن من الغد بسفح جبل قايسون، رحمه الله تعالى.

وقال بعضهم: كنا نقرأ عنده ليلة مات، فرأيت نورا على بطنه مثل السراج فكنت أقول: ترى يراه أحد غيرى أم لا؟ ذكره الحافظ الضياء. وذكر له منامات صالحة متعددة، منها: عن مسعود بن أبى بكر بن شكر: أنه رآه بعد موته فى المنام، وكأن وجهه البدر، وقال الرائى: ما رأيت فى الدنيا أحدا على

<<  <  ج: ص:  >  >>