للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فجئت بعد أيام، فسلمت عليه، فنظر إلىّ وتبسم، وقال: إذا نوى الشخص نية كتب له أجرها.

وحكى أبو الحسن بن حمدان الجرائحى قال: كنت أبغض الحنابلة، لما شنع عليهم من سوء الاعتقاد. فمرضت مرضا شنج أعضائى، وأقمت سبعة عشر يوما لا أتحرك، وتمنيت الموت. فلما كان وقت العشاء جاءنى الموفق، وقرأ علي آيات وقال (وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة للمؤمنين) ومسح على ظهرى فأحسست بالعافية، وقام. فقلت: يا جارية، افتحى له الباب. فقال: أنا أروح من حيث جئت. وغاب عن عينى، فقمت من ساعتى إلى بيت الوضوء. فلما أصبحت دخلت الجامع، فصليت الفجر خلف الموفق، وصافحته، فعصر يدى وقال: احذر أن تقول شيئا. فقلت: أقول وأقول.

وقال قوام جامع دمشق: كان ليلة يبيت فى الجامع، فتفتح له الأبواب فيخرج ويعود، فتغلق على حالها.

وحدث العفيف كتائب بن أحمد بن مهدى البانياسى - بعد موت الشيخ الموفق بأيام - قال: رأيت الشيخ الموفق على حافة النهر يتوضأ. فلما توضأ أخذ قبقابه ومشى على الماء إلى الجانب الآخر، ثم لبس القبقاب - وصعد إلى المدرسة - يعنى مدرسة أخيه أبي عمر - ثم حلف كتائب بالله لقد رأيته، ومالى فى الكذب حاجة، وكتمت ذلك فى حياته. فقيل له: هل رآك؟ قال: لا. ولم يكن ثم أحد، وذلك وقت الظهر. فقيل له: هل كانت رجلاه تغوص فى الماء؟ قال:

لا، إلا كأنه يمشى على وطاء رحمه الله.

وقرأت بخط الحافظ الذهبى: سمعت رفيقنا أبا طاهر أحمد الدريبى سمعت الشيخ إبراهيم بن أحمد بن حاتم - وزرت معه قبر الشيخ الموفق - فقال: سمعت الفقيه محمد اليونينى شيخنا يقول: رأيت الشيخ الموفق يمشى على الماء (١).


(١) كان أولى بهذا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى فتوح البلدان

<<  <  ج: ص:  >  >>