منه. واتفقت الألسنة على شكره، وشهرته وفضله. وما كان عليه يغني عن الإطناب فى ذكره.
حدث البخارى بدمشق وحمص. وسمع منه جماعة. منهم: عبد الرزاق الرسعنى. وروى عنه أخوه الضياء الحافظ، وولده الفخر على. وأجاز للمنذرى.
وتوفى ليلة الخميس خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة. كذا قال المنذرى.
وقال ابن العديم: توفى ليلة الجمعة خامس عشر من الشهر المذكور. ودفن من الغد إلى جانب خاله الشيخ موفق الدين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد. حدثنا والدى أبو العباس - من لفظه بحمص - أخبرنا أبو الفتح بن شاتيل أخبرنا أبو القاسم بن بيان أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران حدثنا محمد بن الحسن بن أبى شعيب الحرانى حدثنا عبد العزيز بن داود الحرانى حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن يحيى بن يعمر قال: قلت لابن عمر:
عندنا رجال بالعراق يقولون: إن شاءوا عملوا، وإن شاءوا لم يعملوا، وإن شاءوا دخلوا الجنة، وإن شاءوا دخلوا النار، ويصنعون ما شاءوا. قال ابن عمر:
«أخبرهم أنى منهم برئ، وهم برآء منى. ثم قال: جاء جبريل إلى النبى صلّى الله عليه وسلم - وذكر الحديث».
ومن فتاوى أبى العباس البخارى بحمص: سئل عن رجل دفع إلى رجل مائة قراضا. فربح ستين. ثم أخذ رب المال منه ثمانين. ثم اتجر المضارب بالباقى، فصار خمسة عشر؟ فأجاب: لا يجب على المضارب شئ، بل تقع الخمسة عشر التى بقيت بدلا عن نصيبه. وذلك لأن المضارب كان يستحق خمسة عشر، ضرورة أن الثلاثين من الذى أخذ هى الريح. وكان المضارب يستحق النصف.
قلت: وجه هذا: أن رب المال لما أخذ نصف رأس المال ونصف الربح