من التسليم والولدان تسعى … بها أبدا صبوحا واغتباقا
وعندهم حسان قاصرات … صفا ودّ الحسان لهم وراقا
وأنهار بها عسل مصفى … ومن لبن زها الرائي وشاقا
ومن خمر تلذّ لشاربيها … ولا تغتال عقلا إذ تساقى
وما لا يرى فيها أجون … إذا ما استاقه الساقى وذاقا
وأفنان القطوف بها دوان … وتعتنق الغصون بها اعتناقا
وفيها ما تشهى النفس حتما … لمن لم ينو فى الدنيا نفاقا
ولم يأت الخطايا مستحلا … ولا دانى فواحشها شقاقا
وأعظم منه لله فيها … على العبد التحية حين لاقى
سلام يا عبادى نلتموه … جزاء من مليككموا وفاقا
فخروا ثم كاد العقل منهم … وقد لا قوه ينطلق انطلاقا
وكيف القلب لا ينشق منى … على هذا بغصته انشقاقا
وحول القوم أشجار وروض … من المرجان تصطفق اصطفاقا
وحور من بطون الغيب تبدو … فتعتلق القلوب بها اعتلاقا
يلاعب بعضهم بعضا سرورا … بود ما أتوا فيه مذاقا
فمن رام الخلود بدار عدن … يشمر فى تطلب ذاك ساقا
ويلزم نفسه سهر الليالى … ويكلف فى العبادة ما أطاقا
فلا والله ما نال المعالى … أخو دعة يمدّ له رواقا
وينشد مستظلا فى فناه … أيدرى الربع أى دم أراقا
بلى والله من جد اجتهادا … وسابق فى رضى المولى سباقا
وحج البيت عاما بعد عام … وأعمل نحوه عيسا دقاقا
ولم يركن إلى الدنيا غرورا … وقطع من علائقها الرباقا