للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقرأ بنفسه الكثير على الحافظ عبد القادر الرهاوى وغيره. وأجاز له ابن شاتيل، ونصر الله القزاز، وطائفة.

وأخذ العلم بحران عن أبى الفتح بن عبدوس وغيره. ورأيت قراءته للروضة على مصنفها الشيخ الموفق. وأقرأ وحدث.

قال المنذرى: لقيته فى الدفعة الثانية بحران، وسمعت منه.

وقال أبو عبد الله بن حمدان: قرأت عليه «الخرقى» و «الهداية»، وبعض «العمدة» وسمعت عليه أشياء كثيرة منها «جامع المسانيد» لابن الجوزى. وكان قليل الكلام فيما لا يعنيه، وكثير الديانة والتحرز فيما يعنيه، شريف النفس مهيبا، معروفا بالفتوى فى مذهب أحمد، وصنف منسكا وسطا جيدا، وكتاب «المذهب المنضد فى مذهب أحمد» ضاع منه فى طريق مكة، وحفظ «الروضة» و «الهداية» وغيرهما

قلت: «الروضة» هذه هى الفقهية لا الأصولية.

قال: وذكر لى أنه يكرر أكثر الليالى على أكثر الهداية. وكان مقيما بمسجده بحران سنين كثيرة ولم يتزوج. وطلب للقضاء فأبى. ودرس فى آخر عمره بحضورى عنده فى مدرسة بنى العطار التى عمرت لأجله. فلما نهبت حران سنة ثلاث وثلاثين عوقب فى مسجده، حتى أخذت وديعة كانت عنده مع ما أخذ له

وتوفى بعد ذلك بقليل. حدث وأجاز لأبى نصر الشيرازى المزى.

قال المنذرى: توفى فى الحادى عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وستمائة بحران. رحمه الله تعالى.

وقد سبق فى ترجمة الشيخ موفق الدين المقدسى تراجعهما فى مسألة فى الوكالة.

وقد تنازع هو والشيخ مجد الدين ابن تيمية فى مسألة أخرى، وهى ما إذا استأجر دارا، فدخل أول مدة الإجارة، وطالب المستأجر المؤجر بتسليم العين المؤجرة بعد دخول المدة، فقال المؤجر: لا أسلمها إلا فى غد، فلم يصبر المستأجر، وأشهد عليه بفسخ العقد لذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>