للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ الذهبى: قرأت بخط السيف بن المجد قال: كنت ببغداد، فبنى المستنصر مسجدا وزخرفه، وجعل به من يقرأ ويسمع. فاستدعى الوزير جماعة من القراء، وكان منهم صاحبنا عبد الصمد بن أحمد. فقال له: تنتقل إلى مذهب الشافعى، فامتنع، فقال: أليس مذهب الشافعى حسنا؟ قال: بلى، ولكن مذهبى ما علمت به عيبا أتركه لأجله. فبلغ الخليفة ذلك، فأعجبه قوله. وقال: هو يكون إمامه دونهم. وعرض عليه العدالة فأباها.

قال الذهبى: سمعت أبا بكر المقصاتى يقول: طلب منى شيخنا عبد الصمد مقصا، فعملته وأتيته به. فما أخذه حتى أعطانى فوق قيمته.

وذكره شيخنا صفى الدين عبد المؤمن بن عبد الحق فى مشيخته، فقال:

هو شيخ بغداد كلها. إليه انتهت رياسة القراءات والحديث بها. كان من العلماء العاملين، والأئمة الموصوفين بالعلم والفضل والزهد. وصنف الخطب التى انفرد بفنها وأسلوبها، وما فيها من الصنعة والفصاحة. وجمع منها شيئا كثيرا. ذهب فى واقعة بغداد مع كتب له أخرى بخطه وأصوله، حتى كان يقول: فى قلبى حسرتان:

ولدى، وكتبى. فإنه كان له ولد اسمه أحمد - وبه يكنى - صالح فاضل حسن السمت. خلفه بمسجد قمرية، لما رتب هو شيخا برباط سوسيان فى زمن المستعصم.

وكان حسن الصوت حسن القراءة. وعدم فى الواقعة. وبقى يتأسف عليه وعلى كتبه.

قال الذهبى: قرأ عليه الشيخ إبراهيم الرقى الزاهد، والتقى أبى بكر الجزبور المقصاتى، وأبو عبد الله بن خروف، وأبو العباس أحمد بن موسى الموصليان، وجماعة. وكان إماما محققا، بصيرا بالقراءات وعللها وغريبها، صالحا زاهدا، كبير القدر، بعيد الصيت.

قلت: وحدث بالكثير، وسمع منه خلائق.

وحكى عنه الحافظ ابن النجار فى تاريخه، وكان شيوخ بغداد يقرءون عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>