للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما توفى شيخه ابن دويره بالبصرة ولى التدريس بمدرسة شيخه، وخلع عليه ببغداد خلعة، وألبس الطرحة السوداء فى خلافة المستعصم سنة اثنين وخمسين.

وذكر ابن الساعى: أنه لم يلبس الطرحة أعمى بعد أبى طالب بن الحنبلى سوى الشيخ نور الدين هذا. ثم بعد واقعة بغداد: طلب إليها ليولى تدريس الحنابلة بالمستنصرية، فلم يتفق. وتقدم الشيخ جلال الدين بن عكبر - الذى سبق ذكره - فرتب الشيخ نور الدين مدرسا بالبشيرية. فلما توفى ابن عكبر المذكور نقل إلى تدريس المستنصرية فى شوال سنة إحدى وثمانين.

وله تصانيف عديدة، منها: كتاب «جامع العلوم فى تفسير كتاب الله الحى القيوم» كتاب «الحاوى» فى الفقه، فى مجلدين «الكافى» فى شرح الخرقى «الواضح» فى شرح الخرقى، «الشافى» فى المذهب «مشكل كتاب الشهادات» طريقه فى الخلاف يحتوى على عشرين مسألة.

تفقه عليه جماعة، منهم: الإمام صفى الدين عبد المؤمن بن عبد الحق، وسمع منه. وكان يكتب عنه فى الفتاوى، ثم أذن له فكتب عن نفسه، وقال عنه: كان شيخنا من العلماء المجتهدين، والفقهاء المنفردين.

وروى عنه جماعة من شيوخنا بالإجازة. وكانت له فطنة عظيمة، وبادرة عجيبة.

أنبأنى محمد بن إبراهيم الخالدى - وكان ملازما للشيخ نور الدين حتى زوجه الشيخ ابنته - قال: عقد مرة مجلس بالمستنصرية للمظالم، وحضر فيه الأعيان، فاتفق جلوس الشيخ إلى جانب بهاء الدين بن الفخر عيسى، كاتب ديوان الإنشاء، وتكلم الجماعة. فبرز الشيخ نور الدين عليهم بالبحث، ورجع إلى قوله، فقال له ابن الفخر عيسى: من أين الشيخ؟ قال: من البصرة. قال:

والمذهب؟ قال: حنبلى. قال: عجبا! بصرى حنبلى؟ فقال الشيخ: هنا أعجب

<<  <  ج: ص:  >  >>