للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يكمله. واختصر نصفه. وله تعاليق كثيرة، ومسودات فى الفقه والأصول وغير ذلك لم تبيض.

وكان له فى الجامع حلقة للاشتغال والفتوى نحو ثلاثين سنة، متبرعا لا يتناول على ذلك معلوما. وكانت له أوراد صالحة من صلاة وذكر. وله إيثار كثير وبر، يفطر عنده الفقراء فى بعض الليالى، وفى شهر رمضان كله. وكان حسن الأخلاق.

ذكر ذلك بمعناه الذهبى، وقال: كان معروفا بالذكاء، وصحة الذهن، وجودة المناظرة، وطول النفس فى البحث.

وقال البرزالى: كان عالما بفنون شتى: من الفقه، والأصلين، والنحو.

وله يد فى التفسير. وانتهت إليه رئاسة مذهبه، وله مصنف فى «أصول الفقه» وشرح المقنع فى الفقه، وتعاليق فى التفسير. واجتمع له العلم والدين، والمال والجاه وحسن الهيئة. وكان صحيح الذهن، جيد المناظرة صبورا فيها. وله بر وصدقة.

وكان ملازما للاقراء بجامع دمشق من غير معلوم.

وسئل الشيخ جمال الدين بن مالك أن يشرح ألفيته فى النحو؟ فقال: ابن المنجى بشرحها لكم.

قلت: درس الشيخ زين الدين بالحنبلية والصدرية. وأخذ عنه الفقه الشيخ تقى الدين ابن تيمية، والشيخ شمس الدين بن الفخر البعلى، والشيخ تقى الزريرانى

وحدث. وسمع منه ابن العطار، والمزى، والبرزالى. وحدثنا عنه أبو الفضل ابن الحموى وغيره.

وتوفى يوم الخميس رابع شعبان سنة خمس وتسعين وستمائة بدمشق. وتوفيت زوجته أم محمد ست البهاء بنت الصدر الخجندى ليلة الجمعة خامس الشهر، وصلّى عليهما معا عقيب صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفنا بتربة بيت المنجى بسفح قاسيون. رحمهما الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>