للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والغريب، غزير الفوائد، كثير التحرى فيما يورده، مكرما بين الملوك والأئمة، مهيبا كثير التواضع، حسن البشر، حلو المجالسة، يعطى كل ذى فضيلة حقه.

وقال أيضا: كان ذا عناية بالغريب، والأسماء وضبطها، مديما للمطالعة، كثير المحاسن، منور الشيبة، عظيم الهيبة.

وقال فى آخر طبقات الحفاظ: انتفعت به، وتخرجت به. وكان عارفا بقوانين الرواية، حسن الدراية، جيد المشاركة فى الألفاظ والرجال، صاحب رحلة وأصول، وكتب وأجزاء ومحاسن اهـ‍.

حدث بالكثير. وسمع منه خلق من الحفاظ والأئمة. وأكثر عنه البرزالى والذهبى بدمشق وبعلبك. وسمعنا من جماعة من أصحابه. وقد خرج له ابن أبى الفتح البعلى النحوى مشيخة فى ثلاثة عشر جزءا، والحافظ الذهبى عوالى.

وحدث بالجميع

وتوفى يوم الخميس حادى عشر رمضان سنة أحد وسبعمائة ببعلبك. ودفن من يومه بباب سطحا. وصلّى عليه يوم الجمعة بجامع دمشق صلاة الغائب، وأسف الناس عليه.

وكان موته بشهادة رحمه الله، فإنه دخل إليه - يوم الجمعة خامس رمضان وهو فى خزانة الكتب بمسجد الحنابلة - شخص، فضربه بعصى على رأسه مرات وجرحه فى رأسه بسكين، فاتقى بيده، فجرحه فيها، وأمسك الضارب، وضرب ضربا عظيما، وحبس. وأظهر الاختلال. وحمل الشيخ إلى داره، وأقبل على أصحابه يحدثهم، وينشدهم على عادته، وأتم صيامه يومه. ثم حصل له بعد ذلك حمى، واشتد مرضه حتى توفى يوم الخميس المذكور فى الساعة الثامنة منه. وغبطه الناس بموته شهيدا فى رمضان ليلة الجمعة عقب رجوعه من دمشق، وإفادته الناس، وإسماعه الحديث رضى الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>