وسمع بمصر من الرضى بن البرهان، والنجيب الحرانى، وابن علاف، وجماعة من أصحاب البوصيرى وطبقته. وبالإسكندرية: من عثمان بن عوف، وابن الفرات، وبدمشق: من أحمد بن أبى الخير. وأبى زكريا بن الصيرفى. وخلق من هذه الطبقة.
وعنى بالحديث. وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير. وخرج لجماعة من الشيوخ معاجم. منهم: الشيخ شمس الدين بن أبى عمر، والأبرقوهى وغيرهما.
وتفقه على ابن أبى عمر وغيره. وبرع وأفتى.
وصنف، شرح بعض سنن أبى داود. وخرج لنفسه آمالى. وتكلم فيها على الحديث ورجاله. وعلى التراجم. فأحسن وشفى. وشرح قطعة من كتاب «المقنع» فى الفقه من العارية إلى آخر الوصايا، وكلامه فى الحديث أجود من كلامه فى الفقه؛ فإنه كان أجود فنونه.
وكان يكتب خطا حسنا حلوا متقنا. وخطه معروف، وحج غير مرة.
ودرس بعدة أماكن، كالمنصورية، وجامع الحاكم، وولى القضاء سنتين ونصفا. وكان سنّيّا اثريّا، متمسكا بالحديث.
قال الذهبى فى معجمه: كان فقيها مناظرا مفتيا، عالما بالحديث وفنونه، حسن الكلام عليه وعلى الأسماء، ذا حظ من عربية وأصول. خرج لغير واحد، وأقرأ المذهب ودرس، ورأس الحنابلة.
وروى عنه إسماعيل بن الخباز - وهو أسن منه - وأبو الحجاج المزى، وأبو محمد البرزالى.
وذكره الذهبى أيضا فى طبقات الحفاظ، وقال: كان عارفا بمذهبه ثقة، متقنا صيتا، مليح الشكل. فصيح العبارة. وافر التجمل، كبير القدر. وروى عنه حديث من جزء ابن عرفة.