للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمع «المسند» من جماعة، ووعظ مدة طويلة، وشارك فى العلوم، وعمّر وصار مسند أهل العراق فى وقته.

وحدث بالكثير: وكان قد سمع كثيرا من الكتب العوالى على شيوخه القدماء، ولكن لم يظفر أهل بغداد بذلك. وإنما اشتهر عندهم سماعه للمسند، و «صحيح مسلم» وقد شاركه فى سماعهما بمثل إسناده خلق كثير، حتى أدركنا منهم جماعة. وسمعنا الكتابين على مثله.

سمع منه الفرضى، وذكره فى معجمه، مع تقدم وفاته، فقال: كان شيخا عالما، فقيها فاضلا، واعظا زاهدا، عابدا ثقة دينا. وقدم دمشق حاجا.

وسمع منه جماعة، منهم: البرزالى. وذكره فى معجمه، فقال: شيخ فاضل فى الوعظ، تكلم على الناس مدة طويلة، وحفظ «الخرقى» فى الفقه، و «اللمع» لابن جنى، وحج مرات، وهو من أهل الصلاح، كثير القناعة والتعفف، ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وحرمته وافرة، ومكانته معروفة. قدم علينا حاجا سنة ثمان وتسعين، ونزل ظاهر البلد، فخرجنا إليه، وسمعنا منه، وجلس للوعظ بجامع دمشق فى أواخر رمضان من هذه السنة. وحضرنا مجلسه، وسمعنا تذكيره. وتفرد فى زمانه، وولى مشيخة المستنصرية، وهو قادرى. كان أبوه من أصحاب الشيخ أبى صالح نصر بن عبد الرزاق.

وذكره الذهبى فى معجمه، وقال: كان عالما واعظا، حسن المحاضرة، صحبناه فى طريق الحج. حدث ببغداد، ودمشق، والمدينة، والعلا.

وذكره شيخنا بالإجازة صفى الدين عبد المؤمن بن عبد الحق فى معجمه، فقال: شيخ جليل، كثير المسموعات، سكن براط ابن الغزال بالقطيعة، من باب الأزج، ولازم الوعظ به مدة طويلة، ووعظ بجامع الخليفة: ورتب مسمعا بدار الحديث المستنصرية بعد وفاة ابن حصين سنة ثمان عشرة.

قلت: سمع منه خلق كثير من شيوخنا وغيرهم، كأبى حفص القزوينى،

<<  <  ج: ص:  >  >>