للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطوفى: وكان من أصلح خلق الله وأدينهم، كأن على رأسه الطير.

وكان عالما بالفقه والحديث، وأصول الفقه، والفرائض، والجبر والمقابلة.

وقال الذهبى: كان شيخ الحنابلة. وكان حافظا لأحاديث الأحكام.

طلب مدة.

وقال غيره: وكان كثير النقل، له خبرة تامة بالمذهب، يقرئ «المقنع» و «الكافى» ويعرفهما، وكتب بخطه «المغنى» و «الكافى، وغيرهما.

ويقال: إنه أقرأ «المقنع» مائة مرة.

وكان شيخا صالحا، ملازما للتعليم والاشتغال، وجواب الطلبة، بنقل صحيح محقق.

وكان يفتى، ويتحرى كثيرا. وكان عديم التّكلف، ويحمل حاجته بنفسه، وليس له كلام فى غير العلم، ولا يخلط أحدا، وأوقاته محفوظة.

وقال: ما وقع فى قلبى الترفع على أحد من الناس؛ فإنى خبير بنفسى، ولست أعرف أحوال الناس.

وكان يلازم وظائفه، ويحافظ عليها، لا ينقطع يوم بطلة ولا غيرها، بحيث ذكر عنه: أنه كان يتصدى يوم العيد، فإن حضر أحد أقرأه.

وأكثر الفقهاء الذين تنبهوا قرءوا عليه، ثم إن جماعة منهم درسوا فى المدارس، وهو معيد عندهم، يلازم الحضور ويكرمهم. ويخاطبهم بالمشيخة.

رحمه الله.

قلت: وكان سريع الدمعة.

وسمعت بعض شيوخنا يذكر عنه: أنه كان لا يذكر النبى صلّى الله عليه وسلم فى درسه إلا ودموعه جارية، ولا سيما إن ذكر شيئا من الرقائق، أو أحاديث الوعيد. ونحو ذلك.

وقد قرأ عليه عامة أكابر شيوخنا ومن قبلهم، حتى الشيخ تقى الدين بن

<<  <  ج: ص:  >  >>