للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة.

قال القاضى أبو الحسين: صحب الوالد. وكان زاهدا، ورعا، عالما بالقراءات وغيرها. وعدّه أيضا ممن تفقه على أبيه، وعلق عنه.

وذكر ابن النجار: أنه سمع من القاضى أبى يعلى، ومن أبى الغنائم بن المأمون، وأبى بكر بن حمدويه، وخلق. وأنه حدّث باليسير.

وروى عنه الحافظ أبو نصر اليونارتى فى معجمه، وقال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو عبد الله الراذانى.

وقال ابن السمعانى: كان فقيها، مقرئا، من الزهاد المنقطعين، والعباد الورعين، مجاب الدعوة، صاحب كرامات. سمع من القاضى أبى يعلى وغيره.

سمعت الحسن بن حريفا الشيخ صالح باللجمة يقول: دخلت على أبى عبد الله الراذانى، واعتذرت عن تأخرى عنه، فقال: لا تعذر؛ فإن الاجتماع مقدّر.

وسمعت ظافر بن معاوية المقرئ بالخريبة (١) يقول: سمعت أن أبا عبد الله الراذانى، أراد أن يخرج إلى الصلاة، فجاء ابنه إليه، وكان صغيرا، وقال: يا أبى أريد غزالا ألعب به. فسكت الشيخ، فلحّ الصبى، وقال: لا بدّ لى من غزال، فقال له الشيخ: اسكت يا بنى، غدا يجيئك غزال. فمن الغد كان الشيخ قاعدا فى بيته، فجاء غزال ووقف على باب الشيخ، وكان يضرب بقرنيه الباب إلى أن فتحوا له الباب ودخل، فقال الشيخ لابنه: يا بنى، جاءك الغزال.

وذكر ابن النجار بإسناده: أن رجلا حلف بالطلاق أنه رآه بعرفة، ولم يكن الشيخ حج تلك السنة، فأخبر الشيخ بذلك فأطرق، ثم رفع رأسه، وقال:

أجمعت الأمة قاطبة على أن إبليس عدو الله يسير من المشرق إلى المغرب، فى إفتان مسلم أو مسلمة، فى لحظة واحدة، فلا ينكر لعبد من عبيد الله أن يمضى فى


(١) فى خطية إدارة الثقافة «بالحربية»

<<  <  ج: ص:  >  >>