للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عذر فيه كقوله: "رفع القلم عن الناسي" (١) فهو ما لم يكن تسببه منه.

وقد حكى عياض أن بعضهم فرق بين السهو والنسيان، فإن السهو جائز على الأنبياء في الصلاة بخلاف النسيان؛ لأن النسيان غفلة وآفة والسهو إنما هو شغل فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسهو في الصلاة ولا يغفل فيها، وكان يشغله، عن حركات الصلاة ما في الصلاة شغلًا بها لا غفلة عنها (٢) (٣). قال العلائي: وهذا القول ضعيف من جهة الحديث ومن جهة اللغة، أما من جهة الحديث فلما في الصحيحين من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون" (٤). وأما من جهة اللغة فقال الأزهري: السهو الغفلة، عن الشيء [وذهاب القلب عنه (٥).

وقال في "المُحْكم": السهو نسيان الشيء والغفلة عنه وذهاب القلب إلى غيره (٦)] (٧) وكلامهم يدل على أن السهو: والنسيان واحد، وقال ابن الأثير في "النهاية": السهو في الشيء تركه من غير علم، والسهو عنه تركه مع علم (٨). وهذا فرق حسن دقيق وبه يظهر الفرق بين السهو في الصلاة الذي وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - غير مرة، والسهو عن الصلاة الذي ذم الله فاعله


(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وإنما وقفت عليه بلفظ: "إن الله تجاوز عن أمتي ثلاثة: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه" رواه الطبراني ٢/ ٩٧ (١٤٣٠).
(٢) "إكمال المعلم" ٢/ ٥١٨.
(٣) في (م): بعد.
(٤) أخرجه البخاري (٤٠١)، ومسلم (٥٧٢/ ٨٩) من حديث عبد الله بن مسعود.
(٥) "تهذيب اللغة" (سهو).
(٦) "المحكم والمحيط الأعظم" (سهو).
(٧) من (م).
(٨) "النهاية في غريب الحديث والأثر" (سها).

<<  <  ج: ص:  >  >>