للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المشعر في المزدلفة فهي بعضها لا كلها، وذكر المزدلفة ليس في "صحيح مسلم" (كما كانت) الحمس من (قريش تصنع في الجاهلية) قبل الإسلام من وقوفها بالمشعر الحرام بدل وقوف الناس بعرفة، ويقولون: نحن أهل الحرم ولا نخرج منه إلى الحل.

(فأجاز) أي: جاوز (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المزدلفة حتى أتى عرفة) كما كانت غير (١) قريش من سائر العرب يتجاوزون المزدلفة إلى عرفات امتثالًا لأمر الله تعالى في قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (٢) أي: سائر العرب غير قريش، وقال الضحاك (٣): كما أفاض الناس أي: إبراهيم - عليه السلام -، والمراد بالناس في الآية إبراهيم كما قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} (٤) والمراد واحد وهو نعيم بن مسعود الأشجعي، فهو عام بمعنى الخاص كقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} (٥) يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وظنت قريش أن محمد - صلى الله عليه وسلم - يقف في المشعر الحرام على عادتهم ولا يتجاوز فخالفهم وتجاوز إلى عرفة، وكان وقوفهم بالمزدلفة من جملة ما ابتدعت، وغيرت من شريعة إبراهيم - عليه السلام - وسنته في الحج.

(فوجد القبة قد ضربت له) قبل أن يأتي (بنمرة) وهو موضع بعرفة،


(١) من (م).
(٢) البقرة: ١٩٩.
(٣) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٥٤ (١٨٦١).
(٤) آل عمران: ١٧٣.
(٥) النساء: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>