يتفضل الفقيه الأجل، القاضي الأفضل - أدام الله بركته، وأبقى للمسلمين نفعه - بالجواب فيما ورد من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنس رضي الله عنه، بأن يكثر الله عز وجل ماله، وولده، وما روي عنه، عليه السلام، من قوله لأحد الأنصار:" تحبني؟ " قال: نع. قال:" اتخذ الفقر جلبابا "، ثم قال:" اللهم من أحبني فامنعه المال والولد، ومن أبغضني فارزقه المال والولد ". ثم قال:" للفقر إلي من يحبني أسرع من الماء من أعلى الجبل إلى الحضيض ".
هل هما متعارضان، أم يمكن الجمع بينهما؟
بين لنا بيانا شافيا، مأجورا مشكورا، إن شاء الله.
فأجاب، أدام الله توفيقه وتسديده، على ذلك بأن قال: تصفحت سؤالك هذا، ووقفت عليه.
ولا يصح أن تتعارض الآثار في هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس من الشرائع والأحكام، التي إذا تعارضت فيها الآثار كان الآخر منها ناسخا للأول إن علم الآخر من الأول، وإن لم يعلم الآخر من الأول، وجب العمل بالذي يترجح منهما بوجه من وجوه الترجيح.
فإن صحت هذه الآثار كلها، التي ذكرت، فلها وجوه تحمل عليها،