عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة الا غبي جاهل، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل، ولا يسبهم وينسب اليهم خلاف ما هم عليه الا فاسق، وقد قال الله عز وجل:
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات، بغير ما اكتسبوا، فقد احتملوا بهتانا، واثما مبينا}[سورة الاحزاب الآية: ٥٨]
فيجب أن يبصر الجاهل منهم ويؤدب الفاسق، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستهلا ببدعته، فإن تاب، والا ضرب أبدا حتى يتوب، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بصبيغ المتهم في اعتقاده، من ضربه اياه حتى قال: يا أمير المؤمنين، ان كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء، وان كنت تريد قتلي، فأجهز علي فخلى سبيله.
والله أسأله العصمة والتوفيق برحمته لا رب غيره.
[٢١٦]- احوال النائم باعتبار إنقاض الوضوء
وأملى علينا رضي الله عنه، أيام المناظرة في مجلسه، بسنة ثلاث عشرة وخمس مائة، فصلا حسنا في أحوال النائم، ونصه: أحوال النائم أربعة أحوال: مضطجع وساجد، وقاعد وقائم.
المضطجع
فأما المضطجع، فعليه الوضوء، على كل حال، طال نومه أم لم يطل.