الا أن السب الذي وعد به، لم يقله، ولا وجد منه، ولو أمكن أن يقوم به، أو يوجد منه، لاستبيحت نفسه، وسفك دمه، دون استتابة فالذي أراه - والله المسدد: أن يضرب الضرب المبرح بالسوط، ويطال حبسه في السجن.
وكذلك يكون في العشار الفاسق، أسحقه الله ومقته، الحكم ولو كان أحدهما ممن عرف بأشباه هذا من الاستخفاف بالدين، ولحي الملائكة والرسل عليهم السلام، كانا محكومين بالقتل، دون استتابة.
والله أسأله العصمة والتوفيق، والحفظ من الزلل في القول والعمل فهو ولي ذلك لا رب سواه.
[٢١٥]- من فارس: حول الأشعرية وخصومهم
وكتب اليه رضي الله عنه - من مدينة فأس يسأل عن الاشعرية، ومن انتحل طريقتهم، وسمى له فيه جماعة منهم.
ونص السؤال: ما يقول الفقيه القاضي، الأجل، الإمام الأوحد، أبو الوليد - وصل الله تسديده، وتوفيقه، ونهج إلى كل صالحه طريقة - في الشيخ أبي الحسن الأشعري وأبي اسحق الاسفرايني، وأبي بكر الباقلاني، وأبي بكر ابن فورك، وأبي المعالي، وأبي الوليد الباجي ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام، ويتكلم في أصول الديانات وينصف في الرد على أهل الأهواء، أهم أئمة ارشاد وهداية، أم هم قادة حيرة وعماية؟