وما تقول في قوم يسبونهم وينتقضونهم، ويسبون كل من ينتمي الي مذهب الأشعرية ويكفرونهم ويتبرؤون منهم، وينحرفون بالولايات عنهم، ويعتقدون أنهم على ضلالة، وخائضون في جهالة، ماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم، أيتركون على أهوائهم أم يكف من غلوائهم؟ وهل ذلك جرحة في أديانهم، ودخل في ايمانهم، وهل تجوز الصلاة وراءهم أم لا؟
بين لنا مقدار الأئمة المذكورين، ومحلهم من الدين، وأفصح لنا على حال المنتقض لهم والمنحرف عنهم وحال المتولي لهم، والمحب فيهم مجملا.
فأجاب، رحمه الله، على ذلك بهذا الجواب، ونصه من أوله إلى آخر حرف فيه:
تصفحت - عصمنا الله وإياكم - سؤالك هذا ووقفت عليه.
وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير وهدى، ممن يجب بهم الاقتداء؛ لأنهم قاموا بنصرة الشريعة، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة، وأوضحوا المشكلات وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات؛ فهم لمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة، لعلمهم بالله، عز وجل، وما يجب له، وما يجوز عليه، وما ينتفي عنه، اذ لا تعلم الفروع الا بعد معرفة الأصول.
فمن الواجب أن يعرف بفضائلهم، ويقر لهم بسوابقهم، فهم الذين عنى النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم، بقوله: " يحمل هذا العلم، من كل خلف