فأجاب أيده الله، بهذا الجواب البليغ، المختصر، المقنع:
لله كلام يسمع
كلام الله تعالى، وان كان ليس من جنس كلام المخلوقين، فانه يسمعه منه عز وجل من أكرمه الله من ملائكته ورسله، بأن كلمه دون واسطة، قال الله عز وجل:{وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب}
{سورة الشورى - رقم: ٥١}
وقال الله عز وجل {وكلم الله موسى تكليما}.
فمن أنكر هذا وجب أن يستتاب، فان تاب والا قتل.
وان كانت هذه المسألة تحمل التطويل، ويتسع فيها القول، ففي هذه الجملة الكفاية، ان شاء الله تعالى.
وبالله التوفيق.
[١٠٤]- ما فائدة الدعاء، وقد سبق القدر؟
وسئل، رضي الله عنه، في رجل قال في دعائه: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي، فسمعه رجل أخر، فقال له: أي معنى لهذا الدعاء؟ هذا دعاء لا منفعة منه، لأنه أمر قد فرغ منه. فقال له الداعي: أتق الله، ولا تقل هذا.
فقال: له نعم، أقول هذا، وأعلن به أليس هذا في الحديث المأثور: أن الله تعالى إذا خلق الجنين في بطن أمه، فرغ من رزقه، وأجله،