الشرع من اجازة سبي ذراري المشركين واسترقاقهم، وموارثة آبائهم اياهم.
قال: فدل ذلك على أنهم انما يولدون على دين آبائهم، لا على الإسلام.
ومنهم من ذهب إلى أن قوله، في آخر الحديث: الله أعلم بما كانوا عالمين ينسخ ما في أوله من أنهم يولدون على الإسلام.
وذلك كله بعيد، غير صحيح، لأن الأخبار لا يدخلها النسخ، الا أن ترد لاثبات الأحكام، دون أ، يراد بها الاخبار، ولأنه قد روي في أن ذلك كان بعد فرض الجهاد، على ما جاء في حديث الأسود بن سريع.
والصواب أن الحديث مبين لأول، ودال على ما ذكرناه من معناه، لا ناسخ له.
الاحتجاج بأخبار الآحاد.
وبالجملة، فما كان طريقه العلم لا يصح الاحتجاج فيه بأخبار الآحاد، المحتملة للتأويل، كنحو هذا الحديث وشبهه.
وأما قول الله عز وجل {واذا أخذ ربك من بني آدم ظهورهم ذرياتهم، وأشدهم على أنفسهم: أليس ربكم؟}
{سورة الأعراف: ٢٧٢}
الآية، فالمعنى فيها ما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث عمر بن الخطاب على ما سنذكره