من ذلك ما روي عن عائشة أنها قالت: سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم، عن أولاد المشركين فقال: هم من آبائهم، ثم سألته، بعد ذلك فنزلت:" ولا تزر وازرة وزر أخرى "[سورة الأنعام الآية: ١٦٤]
فقالت " هم على الفطرة " وقال: " هم في الجنة "، وما أشبه ذلك من الآثار.
وقد روى أنهم يمتحنون في الآخرة، وكل من أخبار الآحاد، التي لا توجب العلم، فلا يصح الحتم عليهم بجنة ولا نار، ولذلك كره جماعة من العلماء التكلم فيهم، روي عن ابن عباس أنه قال: لا يزال [١٣٠] أمر هذه الأمة مواتيا، أو متقاربا، حتى يتكلموا في الأطفال والقدر.
فائدة التأويل.
ووجه القول فيهم على استعمال الآثار؛ إذ هو أولى من حملها على التعارض وطرحها: أن تجعل الآثار التي وردت بانهم في الجنة في قوم مخصوصين منهم، سبقت لهم من الله السعادة في أم الكتاب، والآثار التي وردت بانهم في النار، في قوم مخصوصين أيضا منهم سبقت لهم من الله الشقوة في ام الكتاب، فنقول فيهم: انهم في المشيئة اذ لا ندري