للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرع رقم (٣): ضعف الدليل على عدم مشروعيةِ الأذانِ للإمامِ:

عن جابر بن عبد اللّه قال: "نهى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الإمامُ مؤذَّنًّا"، وهو حديث ضعيف (١).

فرع رقم (٤): ضَعْفُ الدليلِ على أن من أذَّنَ فهو يقيمُ:

عن زياد بن الحارث الصِّدائي قال: لما كان أولُ أذانِ الصبح أمرني - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذنْتُ، فأراد بلال أن يُقيِمَ فقال له نبي اللّه: "إن أخا صداءٍ أذَّنَ، ومن أذَّنَ فهو يقيمُ" قال: فأقمتُ، وهو حديث ضعيف (٢).


(١) أخرجه البيهقي (١/ ٤٣٣)، وابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٢٣)، وفي سنده إسماعيلُ بن عمر، وهو ضعيف قال ابن عدي: "سائر رواياته مما لا يُتابعُ عليها، وهو ضعيف" وله طريق أخرى أخرجها ابن حبَّانَ في "المجروحين" (٢/ ٣٢١) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٤٠٠) وفيه المعلى بن هلال كذَّبه الثورفي، وابن عيينة، والسعديُ كما قال ابن الجوزي.
وله شاهد أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (٣/ ٢٠٠)، ومن طريقه ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٤٠٠) عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يُكرَهُ للمؤذِّن أن يكون إمامًا"، وفي سنده سلام الطويلُ، وزيد العمي، الأول متروك كما قال البخاري والنَّسَائِي، والثاني ضعيف كما قال النسائي، وخلاصةُ القول أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة.
(٢) أخرجه أبو داود رقم (٥١٤)، والترمذي رقم (١٩٩)، وابن ماجه رقم (٧١٧)، وأحمد (٤/ ١٦٩)، والبيهقي (١/ ٣٩٩).
وقد ضعف الحديث البغوي، والبيهقي، وأنكره سفيان الثوري، كما في "الإرواء" (١/ ٢٥٥ رقم ٢٣٧).
وللحديث شاهدان ضعيفان من حديث ابن عمر، وابن عباس، انظر تخريجهما في كتابنا "إرشاد الأمة إلى فقه الكتابِ والسنةِ" جزءُ الصلاةِ.

<<  <   >  >>