للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

وعن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يُحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسُهُمُ الأنبياءُ، كلما هلك نبيٌّ خَلَفَهُ نبيٌّ وإنَّه لا نبي بعدي، وستكون خُلَفَاءُ فتكْثُرُ" قالوا: فما تأمُرُنَا؟ قال. "فُوا ببيعة الأول، فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" (١).

[٤ - وجوب النصيحة للحكام]

عن تميم الداري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" (٢).

[٥ - بيان ما يجب على الحكام نحو رعيتهم]

يجب على الحكام الذب عن المسلمين وكفُّ يد الظالم، وحفظ ثغورهم وتدبيرهم بالشرع في الأبدان، والأديان والأموال، وتفريقُ أموال الله في مصارفها، وعدمُ الاستئثار بما فوق الكفاية بالمعروف، والمبالغة في إصلاح السيرة والسَّريرة.

وعن الحسن قال: عاد عُبيدُ الله بن زيادٍ معقل بن يسارٍ المزني في مرضه الذي مات فيه، قال معقل: إني مُحدِّثُكَ حديثًا سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لو علمتُ أنَّ لي حياةً ما حدثتُكَ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً، يموتُ يومَ يموتُ، وهو غاشٌّ لرعيته، إلَّا حَرَّمَ اللهُ عليه الجنةَ" (٣).

وعن أبي المليح، أنَّ عُبيد الله بن زيادٍ، عاد معقل بن يسار في مرضه، فقال له معقلٌ: إني محدثُكَ بحديثٍ، لولا أني في الموت لم أحدثك به، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يجتهد لهم، وينصح لهم، إلَّا لم يدخُلْ معهم الجنة" (٤).

تم الكتاب بفضل الله وتوفيقه، ومنه وكرمه، وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. الله أسأل أن ينفع به، ويجعله في ميزاني يوم العرض عليه

المؤلف

أبو مصعب: محمد صبحي حسن حلاق

غفر الله له ولوالديه ولمشايخه. آمين


(١) أخرجه البخاري (٦/ ٤٩٥ رقم ٣٤٥٥)، ومسلم (٣/ ١٤٧١ رقم ٤٤/ ١٨٤٢).
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٧٤ رقم ٩٥/ ٥٥)
(٣) أخرجه البخاري (١٣/ ١٢٦ رقم ٧١٥٠)، ومسلم (١/ ١٢٥ رقم ٢٢٧/ ١٤٢).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ١٢٦ رقم ٢٢٩/ ١٤٢).

<<  <