للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية: "وإنها لا تَحِلُّ لمحمدٍ، ولا لآل محمد"، وهو حديث صحيح (١).

وعن بُسر بن سعيد أن ابن السعدي المالكي قال: استعملني عمرُ على الصدقة، فلما فَرَغْتُ منها، وأديتُها إليه، أمر لي بعُمالة، فقلتُ: إنما عملتُ لله! فقال: خُذْ ما أعطيتَ فإني عملتُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعمَّلني، فقلتُ مثلَ قولِكَ، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل، فكلْ وتصدَّق"، وهو حديث صحيح (٢).

[٤ - المؤلفة قلوبهم]

عن عمرو بن تغلبَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بمالٍ أو سبيٍ فقسمه، فأعطى رجالًا، وترك رجالًا، فبلغَهُ أنَّ الذين تَرك عَتَبُوا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعدُ: فوالله إني لأعطي الرجُلَ، وأدعُ الرَّجُلَ، والذي أدعُ أحبُّ إليَّ من الذي أعطي، ولكني أعطي أقوامًا؛ لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكلُ أقوامًا إلى ما جُعِلَ في قلوبهم من الغنَى والخير، منهم عمرو بن تغلبَ"، فوالله ما أُحبُّ أنَّ لي بكلمةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُمْرَ النَّعَم، وهو حديث صحيح (٣).

وعن عامر بن سعدٍ، عن أبيه، قال: قسمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَسْمًا، فقلت: يا رسول اللّهِ! أعْطِ فلانً؛! فإنَّهُ مؤمن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أو مسلم" أقولها ثلاثًا ويردّدُهَا عليَّ ثلاثًا: "أو مُسْلِمٌ" ثم قال: "إني لأعطي الرجلَ، وغيرُهُ أحَبُّ إليَّ منه؛ مخافة أن يَكُبَّهُ اللهُ في النار"، وهو حديث صحيح (٤).

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: بعث علي - رضي الله عنه - وهو باليمن، بذهبةٍ في تُربتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقسمها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أربعة نفر: الأقرعُ بنُ حابس الحنظلي، وعيينةُ بنُ بدرٍ الفزاري، وعلقمةُ بن عُلاثَة العامري، ثم أحدُ بني كلابٍ، وزيدُ الخير الطائيّ، ثم أَحد بني نبهانَ، قالَ: فغضِبَتْ قريشٌ فقالوا: أيعطي صناديد نجدٍ ويدعُنَا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني إنما فعلتُ ذلِكَ، لأتألفهُم"، وهو حديث صحيح (٥).


(١) أخرجه مسلم رقم (١٦٧، ١٦٨/ ١٠٧٢).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٥٢)، والبخاري رقم (٧١٦٤)، ومسلم رقم (١٠٤٥).
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ٦٩)، والبخاري رقم (٩٢٣).
(٤) أخرجه البخاري رقم (٢٧)، ومسلم رقم (٢٣٦/ ١٥٠).
(٥) أخرجه البخاري رقم (٣٣٤٤)، ومسلم رقم (١٤٣/ ١٠٦٤).

<<  <   >  >>