للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* الفصل الثالث* نواقض الوضوء

١ - ما خرج من السبيلين: "القبل والدُّبر":

لقوله تعالى في سورة المائدة الآية (٦): {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}، وهو كنايةٌ عن قضاء الحاجة.

ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُقْبَلُ صلاةُ مَنْ أحدثَ حتى يَتوضَّأَ"، قال رجل من حضرموتَ: ما الحدثُ يا أبا هريرة؟ قال: فساءٌ أو ضُراط، وهو حديث صحيح (١).

ولحديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنت رجلًا مذَّاءً، فأمرتُ المقدادَ أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله فقال: "فيه الوضوء"، وهو حديث صحيح (٢).

ولحديث صفوان بن عسَّال قال: "كُنَّا في سفر، فَأُمِرْنَا ألَّا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثلاثةَ أيام ولياليهنَّ إلا من جنابةٍ، ولكن من بولٍ، أو نومٍ، أو غائطٍ"، هكذا روايةُ الترمذي.

ورواية النسائي: "ثلاثةَ أيام بلياليهنَّ من غائطٍ، وبول، ونوم إلا من جنابةٍ"، وهو حديث حسن (٣).

ولحديث عبد الله بن زيد أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجُلَ الذي يُخَيَّلُ إليه أنه يجدُ الشيء في الصلاة فقال: "لا يَنْفَتِلُ - أو لا ينصرف - حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا"، وهو حديث صحيح (٤).

ولأثر ابن عباس قال: "هو المني، والمذي، والودي، فأما المذيُ والوديُ فإنَّهُ يغسلُ ذَكَرَهُ ويتوضأ، وأما المني ففيه الغُسْلُ" (٥).


(١) أخرجه البخاري رقم (١٣٥)، ومسلم رقم (٢٢٥).
(٢) أخرجه البخاري رقم (١٣٢)، ومسلم رقم (٣٠٣) وغيرُهما.
(٣) أخرجه الترمذي رقم (٩٦)، والنسائي (١/ ٨٣)، وابن ماجه رقم (٤٧٨)، والطيالسي رقم (١١٦٦)، وأحمد (٤/ ٢٣٩)، والدارقطني (١/ ١٩٦ رقم ١٥)، وابن خزيمة رقم (١٩٦)، وابن حبان رقم (١٧٩ - موارد).
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ونقل عن البخاري أنه قال "أحسن شيءٍ في الباب حديثُ صفوان".
انظر: "نصبَ الرايةِ" (١/ ١٨٢ - ١٨٣)، والإرواء (١/ ١٤٠، ١٤١ رقم ١٠٤).
(٤) أخرجه البخاري رقم (١٣٧)، ومسلم رقم (٣٦١) وغيرهما.
(٥) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١/ ١٥٩ رقم ٦١٠)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٧).

<<  <   >  >>