للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الحادي عشر صلاة الخوف]

قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء: ١٠٢].

[أنواع صلاة الخوف]

[الأول: صلاة الإمام بكل طائفة ركعتين بسلام]

لحديث جابر وفيه: "قال: فنودي بالصلاة، فصلَّى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعَ ركعاتٍ، وللقوم ركعتانِ"، وهو حديث صحيح (١).

الثاني: اشتراك الطائفتين مع الإمام، وتقدُّمُ الثانية، وتأخُر الأولى، والسلامُ جميعًا:

عن جابر بن عبد الله، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الخوف، فصَفَّنَا صَفَّيْنِ: صف خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعدوُّ بيننا وبين القبلة، فكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكبَّرنا جميعًا، ثم ركع وركعنا جميعًا، ثم رفعَ رأسَهُ من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود والصفُّ الذي يليه، وقام الصفُّ المؤخَّرُ في نحر العدوِّ، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجودَ، وقامَ الصفُّ الذي يليه، انحدرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجودِ وقاموا، ثم تقدمَ الصفُّ المؤخرُ، وتأخر الصفُّ المقدمُ، ثم ركع النبي - صلى الله عليه وسلم - وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسَهُ من الركوع ورفعنَا جميعًا، ثم انحدرَ بالسجود والصفُّ الذي يليه الذي كان مؤخرًا في الركعة الأولى، وقام الصفُّ المؤخرُ في نحور العدوّ، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجودَ والصفُّ الذي يليه، انحدرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجود، فسجدوا ثم سلَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلَّمنا جميعًا، قال جابر: كما يصنعُ حرسكم هؤلاءِ بأمرائهم (٢).


(١) أخرجه البخاري رقم (٤١٢٦)، ومسلم رقم (٨٤٣).
(٢) أخرجه مسلم رقم (٨٤٠).

<<  <   >  >>