للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء ما، ليس في القرآن؟ وقال مرة: ما ليس عند الناس، فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن - إلا فهمًا يُعطى رجلٌ في كتابه - وما في الصحيفة، قلتُ: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير، وألَّا يُقتلَ مسلمٌ بكافر" (١).

• أما قتل الرجل بالمرأة ففيه خلاف، والراجح أنه يقتل الرجل بالمرأة:

حكى ابن المنذر (٢): الإجماع على قتل الرجل بالمرأة، إلا رواية عن علي، عن الحسن، وعطاء.

[٩ - لا يقتل الأصل بالفرع]

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: "كانت لرجل من بني مُدْلج جارية، فأصاب منها ابنًا فكان يستخدمها، فلما شبَّ الغلام دعي بها يومًا فقال: اصنعي كذا وكذا، فقال الغلام: لا تأتيك، حتى متى تستأمر أمي؟ قال: فغضب أبوه فحذفه بسيفه، فأصاب رجله أو غيرها فقطعها، فنزف الغلام فمات، فانطلق في رهطٍ من قومه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: يا عدو نفسه، أنت الذي قتلت ابنك؟ لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يقادُ الأب بابنه"، لقتلتك، هَلمَّ ديتَه، قال: فأتاه بعشرين أو ثلاثين ومائة بعيرٍ، قال: فتخير منها مائة، فدفعها إلى ورثته، وترك أباه"، وهو حديث صحيح (٣).

١٠ - يثبت القصاصُ في الأعضاء ونحوها والجروح مع الإمكان:

لقوله تعالى في سورة المائدة الآية (٤٥): {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: ٤٥].

عن أنس، أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانًا، فاختصموا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "القصاص القصاص" فقالت أم الربيع: يا رسول الله، أيقتصُّ من فلانة؟ والله لا يقتص منها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله يا أم الربيع، القصاصُ كتابُ الله" قالت: لا والله لا يقتص منها أبدًا، قال: فما زالت حتى قبلُوا الدية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره" (٤).


(١) أخرجه البخاري (١٢/ ٢٤٦ رقم ٦٩٠٣).
(٢) "الإجماع" رقم (٦٥٣)، ورواه البخاري في صحيحه (١٢/ ٢١٤) معلقًا عن أهل العلم.
(٣) أخرجه ابن الجارود في المنتقى رقم (٧٨٨)، والدارقطني (٣/ ١٤٠ رقم ١٧٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٣٨).
(٤) أخرجه البخاري (٨/ ١٧٧ رقم ٤٥٠٠)، ومسلم (٣/ ١٣٠٢ رقم ٢٤/ ٦٧٥).

<<  <   >  >>