للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس وجوب السعي بين الصفا والمروة]

[١ - الصعود إلى الصفا والمروة والدعاء فيهما]

عن جابر - رضي الله عنه -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وقف على الصفا، يكبر ثلاثًا ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير"، يصنع ذلك ثلاث مرات، ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك"، وهو حديث صحيح (١).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله، ويدعو ما شاء أن يدعو"، وهو حديث صحيح (٢).

٢ - من الصفا إلى المروة شوط ثم منها إليه كذلك متواليًا:

قال الشوكاني (٣): "هذا هو الحقُّ ومن خالف في ذلك فقد غلط غلطًا بينًا، وعلى هذا سلفُ هذه الأمة وخلفُها" اهـ.

وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه بدأ بالصفا كما في حديث جابر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٥٨]، أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا"، الحديث، وهو حديث صحيح (٤).

وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث جابر: " … حتى إذا كان آخِر طوافه على المروة" وفي رواية: فلما كانَ السابعُ عند المروةِ - فقال: "لو أني استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لم أسُق الهديَ، وجعلتها عمرةً. فمن كان منكم ليس مَعَهُ هديٌ فليحلَّ وليجعلْها عمرةَ"، وهو حديث صحيح (٥).

ثم قال الشوكاني (٦): "وهذا فيه غايةُ البيان، فلو كان السعي من الصفا إلى المروة ثم منها إليه شوطًا، لكان قد طاف بين الصفا والمروة أربع عشرةَ مرةً لا سبعًا فقط، وأما كونه متواليًا، فهذا كان سعي رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه" اهـ.


(١) أخرجه مالك في "الموطأ" رقم (١٢٧)، والنسائي (٥/ ٢٤٠).
(٢) أخرجه مسلم رقم (٨٤/ ١٧٨٠).
(٣) "السيل الجرار" بتحقيقي (٢/ ١٦٠).
(٤) أخرجه مسلم رقم (٨٤/ ١٧٨٠).
(٥) أخرجه مسلم رقم (١٤٧/ ١٢١٨).
(٦) السيل الجرار بتحقيقي (٢/ ١٦١).

<<  <   >  >>