للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابتغاء وجه الله - خُتِمَ لَهُ بها دخل الجنَّة، ومن صامَ يومًا ابتغاء وجه اللهِ ختِمَ له بها دخلَ الجنة، ومن تصدَّقَ بصدقةٍ ابتغاءَ وجهِ الله خُتِمَ لَهُ بِها دَخَلَ الجنَّةَ"، وهو حَديث صحيح (١).

سابعًا: يُوَفَّى الصائمون أجورهم بغير حساب:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ عمل ابن آدمَ يُضاعَفُ الحسنةُ عَشْرُ أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، قال الله عز وجل: إلَّا الصَّوْمَ فإنهُ لي وأنا أجْزِي به (٢)، يَدعُ شهوتَهُ وطَعَامَهُ من أجلي، للصَّائمِ فرحتَانِ: فرحةٌ عندَ فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلُوفُ فيه أطيبُ عندَ الله من ريح المسَكِ"، وهو حديث صحيح (٣).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله عز وجل: "كل عملِ ابن آدمَ له إلا الصِّيام هو لي وأنا أجزي به، فوالذي نفسُ محمد بيده لخلفةُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك"، وهو حديث صحيح (٤).

وعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربكم قال: "لكلِّ عملٍ كفارةٌ والصومُ لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك"، وهو حديث صحيح (٥).

ثامنًا: الصوم يساعد على إضعاف شهوة الجماع:

عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخلت مع علقمة والأسود على عبد الله، فقال


(١) قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٨٥) "رواه أحمد - (٥/ ٣٩١) - بإسناد لا بأس به، والأصبهاني ولفظه: يا حذيفة، من خُتِمَ له بصيامِ يومٍ يُرِيدُ بِهِ وجهَ الله عز وجل، أدخلهُ اللهُ الجنة".
قلت: وصحَّحهُ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (١/ ٤١٢ رقم ٩٧٦).
(٢) (الصوم لي وأنا أجزي به): "إنما خص الصوم والجزاء عليه بنفسه عز وجل، وإن كانت العبادات كلها له، وجزاؤها منه؛ لأن جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل: من صلاة، وحج، وصدقة، وتبتل، واعتكاف، ودعاءٍ، وقربان، وهدى، وغير ذلك من أنواع العبادات، قد عبد المشركون بها آلهتهم، وما كانوا يتخذونه من دون الله أندادًا، ولم يسمع ان طائفة من طوائف المشركين في الأزمان المتقادمة عبدت آلهتها بالصوم، ولا تقربت إليها به. ولا دانتها به ولا عُرِفَ الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع، فلذلك قال الله عز وجل: "الصوم لي" أي: لم يشاركني فيه أحد ولا عُبد به غيري فأنا حينئذٍ أجزي به على قدر اختصاصه بي وأنا أتولى الجزاء عليه بنفسي - لا أكله إلى أحد غيري من ملك مقرب أو غيره [جامع الأصول (٩/ ٤٥٤)].
(٣) أخرجه البخاري رقم (١٩٠٤) ومسلم رقم (١٦٣/ ١١٥١)
(٤) أخرجه البخاري (١٠/ ٣٦٩ رقم ٥٩٢٧) ومسلم (٨/ ٢٩ بشرح النووي) والبيهقي (٤/ ٣٠٤).
(٥) أخرجه البخاري (١٣/ ٥١٢ رقم ٧٥٣٨)

<<  <   >  >>