كان رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاةِ استقبل الكعبة في الفرض والنفل، قائمًا قريبًا من السُّتْرَة.
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يستفتحُ الصلاةَ بقوله:"الله أكبر"، وكان يرفع يديه مع التكبير، ثم يضعُ يده اليمنى على اليسرى فوق صدرِه، ثم يرمي ببصره نحو الأرض، ثم يستفتح القراءةَ بأدعيةٍ كثيرةٍ متنوعةٍ، يحمد اللّه تعالى فيها ويمجده، ويثني عليه، ثم يستعيذُ باللّه تعالى من الشيطان الرجيم، ثم يقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم ولا يجهرُ بها، ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آيةً آيةً، فإذا انتهى من الفاتحة قال: آمينَ، ويجهرُ ويمدُّ بها صوته ثم يقرأ بعد الفاتحة سورةً غيرها وكان يطيلها أحيانًا، ويقصرها أحيانًا.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يجهرُ بالقراءة في صلاة الصبح، وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء، ويسرُّ بها في الظهر والعصر، والثالثة من المغربِ والأخريين من العشاء.
وكان يجهر بها أيضًا في صلاة الجمعة والعيدين، والاستسقاء، والكسوف، وكان يجعلُ الركعتين الأخيرتينِ أقْصَرَ من الأوليينِ قَدْرَ النصفِ، قدر خمس عشرة آيةً، وربما اقتصر فيهما على الفاتحة.
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغَ من القراءة سكت سكتةً، ثم رفعَ يديه وكبَّر وركَعَ، وكان
يضعُ كفَّيه على ركبيتهِ، ويفرِّجُ بين أصابعهِ، ويمكِّنُ يديهِ من ركبتيهِ كَأنه قابضٌ عليهما.
وكان يجافي مرفقيه عن جنبيه، ويبسطُ ظَهْرَهُ ويسوِّيه، حتى لو صُبَّ عليه الماءُ لاستقرَّ.
وكان يطمئن في ركوعهِ، ويقول: سبحانَ ربِّيَ العظيم ثلاثًا، وكان يقول في هذا الركوع أنواعًا من الأذكار والأدعية، تارة بهذا، وتارة بهذا، وكان ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود.
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يرفع صُلْبَهُ من الركوع قائلًا: سمعَ اللّه لمن حَمِدَهُ، وكان يرفع يديه