للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني: العَرَق

١ - عَرَقُ الإنسان المسلمِ، والإنسانِ الكافرِ، الجنُبِ والحائضِ والنفساء طاهرٌ:

لحديث أسماءَ بنتِ أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: جاءتِ امرأةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إحدانا يصيبُ ثوبَها من الحيضةِ: كيف تصنعُ به؟ فقال: تَحتُّهُ ثم تَقْرِصُهُ بالماء، ثم تَنضَحُهُ، ثم تصلي فيه"، وهو حديث صحيح (١).

قلت: الحجةُ في الحديث هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الحائضَ أن تغسِلَ دمَ الحيضِ من ثوبِها، ولم يأمر بغَسْلِ الثوب كلِّه، ولا شكَّ في كثرةِ العَرَقِ فيه" (٢).

وقال ابن المنذر في كتابه "الإجماع": (ص ٣٦، رقم ٢٥): "وأجمعُوا على أن عَرَقَ الجنُبِ طاهرٌ، وكذلك الحائضُ".

• وقد ثبت بالأدلة الصحيحة في الفصل الأول: السؤرُ (رقم ١ ورقم ٢) أن سُؤر الآدمي المسلم والكافر الجنب والحائض والنفساء طاهرٌ، فَعَرَقُهُ طاهرٌ.

٢ - عَرَقُ الحيوانِ المركوبِ عُرْيًا طاهرٌ:

لحديث أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناس، وأجودَ الناس، وأشجعَ الناس، قال: وقد فزِعَ أهلُ المدينة ليلةً، سمِعُوا صوتًا قال: فتلقَّاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على فرسٍ لأبي طلحة عُرْيٍ، وهو متقلِّدٌ سيفَهُ، فقال: "لم تُرَاعُوا، لم تُرَاعُوا" ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وجدْتُهُ بَحْرًا" يعني: الفرس، وهو حديث صحيح (٣).

ولحديث جابر بن سمرة قال: صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنِ الدحدَاح، ثم أُتِيَ بفرسٍ عُرْيٍ، فعقلَهُ رجلٌ فركبه فجعلَ يتوقصُ بهِ - أي ينزو ويَثبُ ويقارب الخُطَا - ونحن نتبعُهُ نسعى خلفهُ قالَ: فقال رجلٌ من القومِ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "كم من عِذقٍ معلَّقٍ أو مدلَّي في الجنةِ لابن الدحدَاحِ"، وهو حديث صحيح (٤).


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٣٤٥، ٣٥٣)، والبخاري رقم (٢٢٧)، ومسلم رقم (٢٩١).
(٢) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (١/ ١٨٦).
(٣) أخرجه البخاري رقم (٢٦٢٧)، ورقم (٢٨٢٠)، ورقم (٢٨٥٧)، ورقم (٢٨٦٢)، ورقم (٢٨٦٦)، ورقم (٢٨٦٧)، ورقم (٢٩٠٨)، ورقم (٢٩٦٨)، ورقم (٢٩٦٩)، ورقم (٣٠٤٠)، ورقم (٦٠٣٣)، ورقم (٦٢١٢).
(٤) أخرجه مسلم رقم (٩٦٥).

<<  <   >  >>