للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السابع مناسك الحج]

١ - التوجه إلى عرفات صبح يوم التاسع، ويصلي الظهر والعصر جمع تقديمٍ مع خطبة؛ لحديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - وفيه: "فلمَّا كانَ يومُ التروية وتوجهوا إلى مِنى، فأهلُّوا بالحج، وركبَ رسولُ اللهِ - رضي الله عنه - فصلى بها الظهرَ والعصرَ والمغرب والعشاءَ والفجر، ثم مكثَ قليلًا حتى طلعتِ الشمسُ وأمر بقبةٍ من شعرٍ تُضربُ له بنمرة، فسارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تشكُ قريشٌ إلَّا أنَّهُ واقفٌ عند المشعرِ الحرام، كما كانت قريشٌ تصنعُ في الجاهلية. فأجاز رسول اللهِ حتى أتى عرفةَ، فوجد القبةَ قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواء فرحلتْ له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس … ثم أذَّنَ، ثم أقامَ فصلَّى الظُهْرَ، ثم أقامَ فصلَّى العصر، ولم يُصَلَّ بينهما شيئًا، ثم ركب رسولُ اللهِ حتى أتي الموقِفَ، فجعل بطنَ ناقتِهِ القصواءِ إلى الصخراتِ، وجَعَلَ حَبْلَ المشاةِ بين يديه، واستقبلَ القبلَةَ، فلم يزلْ واقفًا حتى غربت الشمسُ، وذهبتِ الصفرَةُ قليلًا حتى غاب القرص … "، وهو حديث صحيح (١).

• اعلم أن الحج عرفة:

عن عبد الرحمن بن يَعمرَ الديلي، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفة فجاء ناسٌ أو نفر، من أهل نجد فأمروا رجلًا، فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف الحج؟ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا فنادى: "الحجُّ الحجُّ يومُ عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتمَّ حجه، أيام مِنىً ثلاثة، فمن تعجَّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه"، قال: ثم أردف رجلًا خلفه، فجعل ينادي بذلك، وهو حديث صحيح (٢).

• أما وقت الوقوف بعرفة فمن الزوال إلى فجر النحر:

قال الإمام الشوكاني (٣): "وقد نقل كثير من الأئمة الإجماع (٤) على هذا الوقت، وما


(١) أخرجه مسلم (١٤٧/ ١٢١٨).
(٢) أخرجه أبو داود رقم (١٩٤٩)، والترمذي رقم (٨٨٩)، والنسائي (٥/ ٢٥٦)، وابن ماجه رقم (٣٠١٥).
(٣) "السيل الجرار" (٢/ ١٦٥) بتحقيقي.
(٤) ابن المنذر في الإجماع ص (٦٤)، رقم (١٨٧).

<<  <   >  >>