للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني سجود التلاوة]

[١ - مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم]

قال ابن حزم (١): "وفي القرآن أربع عشرة سجدةً، أولها في آخر ختمة سورة الأعراف الآية: (٢٠٦)، ثم الرعد الآية (١٥)، ثم في النحل الآية (٥٠)، ثم في سبحان الآية (١٠٩)، ثم في كهيعص الآية (٥٨)، ثم في الحج في الأولى الآية (١٨)، وليس قرب آخرها سجدة الآية (٧٧)، ثم في الفرقان الآية (٦٠)، ثم في النمل الآية (٢٦)، ثم في الم تنزيل الآية (١٥)، ثم في سورة ص الآية (٢٤)، ثم في حم فصلت الآية (٣٨)، ثم في النجم في آخرها الآية (٦٢)، ثم في إذا السماء انشقت عند قوله تعالى: {لَا يَسْجُدُونَ} الآية (٢١)، ثم في اقرأ باسم ربك الذي خلق في آخرها الآية (١٩) ".

[٢ - حكم سجود التلاوة]

سجود التلاوة سُنَّةٌ عند جمهور الفقهاء، ولا يشترطُ له ما يشترطُ في الصلاة من الطهارة وغيرها.

قال محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (٢): "والأصلُ أنَّهُ لا يشترطُ الطهارةَ إلا بدليل، وأدلةُ وجوب الطهارة وردت للصلاة، والسجدةُ لا تُسمَّى صلاة، فالدليلُ على من شرطَ ذلك، وكذلكَ أوقاتُ الكراهةِ وردَ النهيُ عن الصلاة فيها، فلا تشملُ السجدةَ الفردةَ" اهـ.

وقال ابن حزم (٣): "وليس السجودُ فرضًا، لكنه فضلٌ، ويسجدُ لها في صلاة الفريضة والتطوع، وفي غير الصلاة في كل وقتٍ، وعند طلوع الشمس، وغروبها، واستوائها إلى القبلة، وإلى غير القبلة، وعلى طهارة، وعلى غير طهارة" اهـ.

٣ - الدليل على أن سجودَ التلاوة سنة لا فرض:

عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجدَ بالنجم وسجدَ معه المسلمون، والمشركون، والجن والإنس"، وهو حديث صحيح (٤).


(١) في "المحلى" (٥/ ١٠٥ - ١٠٦).
(٢) في "سبل السلام" (٢/ ٣٧٩) بتحقيقي ط ١.
(٣) في "المحلى" (٥/ ١٠٦).
(٤) أخرجه البخاري رقم (١٠٧١)، والترمذي رقم (٥٧٥)، وقال: "حديث حسن صحيح".

<<  <   >  >>