للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحِلُّوا، فلولا الهديُ الذي معي، فعلتُ كما فعلتم قال: فأحللنا حتى وطِئنا النَّسَاءَ، وفعلنا ما يفعلُ الحلالُ، حتى إذا كان يومُ الترويةِ وجعلنا مكةَ بظهْرٍ (١) أهللنا بالحج"، وهو حديث صحيح (٢).

ثانيًا: الإحرام من المواقيت المكانية المحددة.

[الإحرام من المواقيت المعروفة]

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "وقَّتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأهلِ المدينةِ ذا الحُليفةِ، ولأهلِ الشامِ الجُحفة، ولأهل نجدٍ قَرْنَ المنازل، ولأهل اليمن: يَلَملَمْ، فهنَّ لهنَّ ولمن أتَى عليهنَّ من غير أهلهنَّ لمن كان يُريدُ الحجَّ والعمرةَ، فمن كان دُونَهنَّ فَمَهِلَّهُ من أهلِهِ، وكذاك حتى أهلُ مكةَ يَهِلُّونَ منها"، وهو حديث صحيح (٣).

ذو الحليفة: مهل أهل المدينة، وهي قرية تعبد عن مكة (٤٥٠ كم)، وهي أبعد المواقيت عن مكة.

الجحفة: وهي مهل أهل الشام، وهي قرية تبعد عن مكة (١٨٧ كم) وهي اليوم خراب، ولهذا صار الناس يحرمون قبلها من المكان الذي يسمى (رابغًا) وتبعد عن مكة (٢٠٤ كم).

قرن المنازل: ويسمى قرن الثعالب، وهو ميقات أهل نجد، يبعد عن مكة (٩٤ كم).

يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، يبعد عن مكة (٥٤ كم).

ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق.

وهو مكان بالبادية يفصل بين نجد وتهامة، يبعد عن مكة (٩٤ كم).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجدٍ قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غيرهنَّ ممن أراد الحج والعُمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيثُ أنشأ، حتى أهل مكة من مكة"، وهو حديث صحيح (٤).

* * *


(١) وجعلنا مكة بظهر: معناه أهللنا عند إرادتنا الذهاب إلى منى.
(٢) أخرجه البخاري رقم (١٥٦٨)، ومسلم رقم (١٤٢/ ١٢١٦).
(٣) أخرجه البخاري رقم (١٥٢٦)، ومسلم رقم (١١/ ١١٨١).
(٤) أخرجه البخاري رقم (١٥٢٤)، ومسلم رقم (١١/ ١١٨١).

<<  <   >  >>