اللباب في فقه السنة والكتاب

٥ - فضل الصوم - خامسا: الصيام وقاية للعبد المسلم من النار - ص: 250

الصائمون يومَ القيامة لا يدخلُ منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد"، وهو حديث صحيح (١).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهَل الجَهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعيَ من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعيَ من باب الصدقة"، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دُعِيَ من تلكَ الأبوابِ من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم وأرجو أن تكونَ منهم"، وهو حديث صحيح (٢).

خامسًا: الصيام وقاية للعبد المسلم من النار:

عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ صَام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النَّار خندقًا كما بين السماءِ والأرضِ"، وهو حديث حسن (٣).

وعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصومُ جُنَّة من النار جُنَّةِ أحَدِكُم من القتال"، وهو حديث حسن (٤).

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صامَ يومًا في سبيل الله، بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عن النَّارِ سبعين خريفًا" - أي عامًا وهو حديث صحيح (٥).

---

(١) أخرجه البخاري (٤/ ١١١ رقم ١٨٩٦)، ومسلم (٨/ ٣٢ بشرح النووي)، والترمذي (٣/ ٤٧٣ مع التحفة) بنحوه، وقال: "حديث حسن صحيح غريب"، والنسائي (٤/ ١٦٨ رقم ٢٢٣٧) بنحوه، وابن ماجة (١/ ٥٢٥ رقم ١٦٤٠)، وأورده الشيخ الألباني في "صحيح ابن ماجة".
(٢) أخرجه البخاري (٤/ ١١١ رقم ١٨٩٧)، ومسلم (٧/ ١١٥ بشرح النووي). والنسائي (٦/ ٤٨ رقم ٣١٨٤) بنحوه.
(٣) أخرجه الترمذي (٤/ ١٦٧ رقم ١٦٢٤)، وقال: "هذا حديث غريب".
وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - في "صحيح الترغيب والترهيب" (١/ ٤١٤ رقم ٩٨١): "حسن"، وكذلك في الصحيحة" (٢/ ١٠٠ رقم ٥٦٣).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٨/ ٢٨٠ رقم ٧٩٢١).
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٩٤) رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد حسنٍ -[لغيره]- من حديث أبي الدرداء".
(٤) أخرجه النسائي (٤/ ١٦٧ رقم ٢٢٣١)، وابن خزيمة في "صحيحه" (٣/ ١٩٣ رقم ١٨٩١) وقال الأعظمي. "إسناده حسن"، وأحمد في "المسند" (٤/ ٢٢)، وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في "تخريج جامع الأصول" (٩/ ٤٥٥ رقم ٧١٣١) "حديث حسن".
(٥) أخرجه البخاري (٦/ ٤٩ رقم ٢٨٤٠)، ومسلم (٢/ ٨٠٨ رقم ١١٥٣)، والترمذي (٤/ ١٦٦ رقم ١٦٢٣)، وقال. "حديث حسن صحيح"، والنسائي (٤/ ١٧٣ رقم ٢٢٤٧)، والبيهقي (٤/ ٢٩٦).