للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما النوافلُ فقد خففَ الشارعُ فيها، وسوَّغ تأديتَها على ظهر الراحلةِ إلى جهة القبلةِ وغير جهتِها.

لحديث عبد الله بن عامر عن أبيه، قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي على راحلتِه حيث توجهت بِهِ"، وهو حديث صحيح (١).

ولحديث أنس بن سيرينَ قال: "استقبلنا أنسًا - ابن مالك - حين قدم الشام فتلقيناه بعينِ التمر، فرأيتهُ يصلِّي على حمار ووجهُهُ من ذا الجانب - يعني عن يسار القبلة - فقلت: رأيتك تُصلِّي لغير القبلة، فقال: لولا أني رأيتُ رسولَ اللّه - صلى الله عليه وسلم - فعلَهُ لم أفعله"، وهو حديث صحيح (٢).

٦ - النية؛ لحديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى .. "، وهو حديث صحيح (٣).

قال ابن القيم الجوزية (٤):

"كان - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة قال: "اللّه أكبر" ولم يقلْ شيئًا قبلها، ولا تلفظ بالنية البتةَ، ولا قال: أصلي للّه صلاةَ كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إمامًا أو مأمومًا، ولا قال: أداء ولا قضاء، ولا فرضَ الوقتِ، وهذه عشرُ بدعٍ لم يَنْقُلْ عنه أحدٌ قطٌ بإسناد صحيح ولا ضعيف، ولا مسندٍ ولا مرسلٍ لفظةً واحدةً منها البتةَ، بل ولا عن أحد من أصحابهِ، ولا استحسَنَهُ أحد من التابعين، ولا الأئمةُ الأربعةُ، .. " اهـ.


(١) أخرجه البخاري رقم (١٠٩٣)، ومسلم رقم (٤٠/ ٧٠١).
(٢) أخرجه البخاري رقم (١١٠٠)، ومسلم رقم (٤١/ ٧٠٢).
(٣) أخرجه البخاري رقم (١)، ومسلم رقم (١٩٠٧).
(٤) "زاد المعاد" (١/ ١٩٤).

<<  <   >  >>