للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فليقض (١) بما جاء في كتاب الله -عزّ وجل-، فإن أتاه بما ليس (٢) في كتاب الله فليقض بما قضاه به نبيه صلوات الله عليه، فإن أتاه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه فليقض بما قضى به الصالحون، فإن أتاه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه ولم يقض به الصالحون فليجتهد رأيه ولا يقولن أحدكم "إني أرى" و"إني أخاف") يعني لا يمتنع عن الاجتهاد لظن يعرض له أو خوف أن يخطئ، لأنّ ما يخاف من ترك الاجتهاد أكثر مما يخاف من الخطأ في الاجتهاد (٣)، ثم قال (إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهة) بينهما في محل النص والاشتباه في غير محل النص (٤)، ثم قال (فدع ما يُريبك إلى ما لا يريبك) يعني ما لا يطمئن قلبك إليه إلى ما يطمئن إليه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة".

وذكر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده ابن مسعود (٥) نحوه وزاد فيه (فإن أتاه أمر، لا يعرفه فليقر فيه (٦) ولا يستحي (٧) عن قوله "لا أعرفه، وفي رواية فليفر) أي يفر من النار (٨) بتركه الحكم فيما لا يعلمه.

ثم ذكر بعد ذلك (عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه كان إذا سئل عن الأمر فإن كان في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن فكان (٩) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فإن لم يكن قال فيه برأيه) وإنما فعل ذلك لأنه كان في زمن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- شابًا والواجب على الشاب توقير الشيخ وتعظيمه.

ثم ذكر بعد ذلك (عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت (١٠) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما


(١) و (٢) وفي س "بما في كتاب الله تعالى فإن أتاه ما ليس".
(٣) وتعبير س في شرح هذا الحرف هكذا: "يعني ينبغي أن لا يدع الاجتهاد مخافة أن يغلط، فإن الشر في ترك الاجتهاد فوق الشر في الاجتهاد".
(٤) كذا في ص، م؛ وفي س: وبينهما أمور مشتبهة، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، قوله "الحلال بين" إذا كان ثابتًا بالنص فيكون الحكم فيه ظاهرًا، واضحًا، وقوله "دع ما يريبك" يعني دع ما لا يطمئن - إلخ" فعلم أن ما في النسختين" "بينهما" هو "بيانهما" رسم بغير ألف - والله أعلم".
(٥) وكان في ص، م "عن جده عن ابن مسعود" والصواب ما في س "عن أبيه عن عبد الله" لأن عبد الله هو جد القاسم، فزيادة "عن" كان من سهو الناسخ".
(٦) وفي س "مه".
(٧) وزيد في س "يعني فليقر بالجهل ولا يستحي".
(٨) وفي س "وفي بعض النسخ فليفر يعني من النار ولا يستحي بأن لا يجازف فيستوجب النار".
(٩) وفي س "وكان".
(١٠) وفي س "عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة أنه سمع أم سلمة -رضي الله عنها- تقول".

<<  <   >  >>