للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأمر مروان عبد الله بن الزبير فأسهم بينهما (١) أيّ الطائفتين يحلف فحلف إحدى الطائفتين فقضى لهم بالمعدن) في الحديث دليل على أنّ المعدن مملوك حتّى يسمع فيه الخصومة ذكر (عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- أنّه أقرع بين من صلّى من رقيق حين أعتقهم [بعدده] (٢) وكانت البينة قد اختلفت في الأسماء واجتمعت في العدد) وقوله من صلّى أي من بلغ، يقال عبيد فلان يصلّون أي قد أدركوا وصلّى بنو (٣) فلان، أي أدركوا، وجميع ما أورده صاحب الكتاب من أخبار القرعة لسنا نأخذ به ذكر (عن حبيش بن المعتمر (٤) أن رجلين ادّعيا بغلة فجاء أحدهما بشاهدين وجاء الآخر بخمسة، فقال علي - رضي الله عنه - إن فيها قضاءً وصلحًا أمّا الصلح بأن تباع البغلة فيعطي هذا خمسة أسهم وهذا سهمين، وأما القضاء أن يستحلف كل واحدٍ من الخصمين فإن تشاحا في اليمين أقرعت بينهما ثم استحلف الذي قرع ويذهب (٥) بالبغلة) (٦)، وتأويل الحديث يعرف في كتاب الصلح ذكر (عن زياد (٧) أن غِلْمَانًا تعاطوا فكسرت سن أحدهم فشهد اثنان على ثلاثة أنهم كسروها وشهد الثلاثة (٨) على الاثنين أنهما كسراها، فقضى مسروق على الثلاثة بخمسي دية السن


(١) وفي س فأسهم بينهم وهو الصواب.
(٢) زيادة من س.
(٣) وكان في الأصل وصلوا بني ولا يصح والصواب صلى بنو كما في س والآصفية.
(٤) هو حنش بن المعتمر ويقال ابن ربيعة الكناني أبو المعتمر الكوفي روى عن علي ووابصة بن معبد وأبي ذر وعليم الكندي وعنه أبو إسحاق السبيعي والحكم بن عتيبة وسماك بن حرب وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم روى له أبو داود والترمذي والنسائي في خصائص علي هو مختلف فيه وثقه أبو حاتم وأبو داود والعجلي وضعفه آخرون والتفصيل في تهذيب التهذيب قلت وكان في الأصلين حبيب وفي س حبيش وكل ذلك تصحيف.
(٥) وفي س وذهب.
(٦) قلت أخرج الحديث البيهقي في سننه في المجلد العاشر ص ٢٥٩ من طريق أبي عوانة عن سماك عن حنش قال أتى علي - رضي الله عنه - ببغل يباع في السوق فقال رجل هذا بغلي لم أبع ولم أهب ونزع علي ما قال خمسة يشهدون وجاء رجل آخر يدعيه ويزعم أنه بغله وجاء بشاهدين فقال علي - رضي الله عنه - إنّ فيه قضاء وصلحة أما الصلح فيباع البغل فنقسمه (وفي نسخة فيقسم) على سبعة أسهم لهذا خمسة ولهذا اثنان فإن أبيتم إلا القضاء بالحق فإنه يحلف أحد الخصمين أنه بغله ما باعه ولا وهبه فإن تشاححتما أيكما يحلف أقرعت بينكما على الحلف فأيكما قرع حلف فقضى بهذا وأنا شاهد اهـ قلت وقوله نزع علي ما قال كلا مصحف غير مفهوم وما ذكر المصنف هنا واضح ليس فيه خفاء والله أعلم.
(٧) لعله زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي أبو مالك الكوفي روى عن الصحابة وعنه السفيانان والأعمش وغيرهم هو من رواة الستة توفي سنة خمس وثلاثين ومائة وقد قارب المائة.
(٨) وكان في الأصل شهدوا الثلاثة وهو على مذهب أهل الكوفة يصح وكان في الآصفية وس شهد مفردًا.

<<  <   >  >>