للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريد بالناس أعوانه، لأنه أهيب لمجلسه وأحرى (١) أن لا يستهان به (٢)، وفيما ذكره غير شيخنا ما يدل على أن المراد به الخصوم والأعوان (٣). قال (لأنه يجري (٤) بين الخصوم ما لا يحب إطلاع الناس عليه) وفي موضع آخر قال: لأنه ربما يلقن بعض الخصوم أو الشهود، قال (ويجلس كاتبه ناحية عنه حيت يراه) كيلا يخدع (٥) فيما هو بصدده من العمل (٥) (وإن أراد أن يجلس معه قومًا من أهل الفقه والأمانة أجلسهم قريبًا منه) وذلك لأنه إنما يجلس أهل الفقه لأجل المشورة وذلك إنما يحصل إذا كان قريبًا منه (٦)، وأما الأمناء فلأنهم إن حضروا لأداء الشهادة وجب إكرامهم لأن إكرام الشهود واجب، وفي تقرير مجلسهم كرامة لهم، وإن حضروا ليذكروا القاضي بشيء (٧) فإنما يحصل هذا المقصود متى كانوا بقرب منه (٨) بخلاف الأعوان وغيرهم من الخصوم على ما مر قال (٩) ويضع القمطر إلى جانبه عن يمينه) أما الوضع في المجلس (١٠) فلأن القمطر سلاحه لأنه فيه المحاضر والسجلات وصكوك الديون (١١)، والسلاح ينبغي أن يكون معه ليحصل المقصود منها، ويضع ذلك عن يمينه لأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يختار التيامن في كل شيء، قال في القمطر (١٢) (وقد أخرجها القيم وحملها بين يديه من منزله إلى المسجد) الحمل بين يديه، لأن ذلك سلاحه على ما مر، والسلاح يحمل بين يديه، (١٣) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل عنزته بين يديه، وهكذا رسم ملوك


(١) سقط لفظ "وأحرى" في م.
(٢) وعبارة س لشرح هذا المتن هذه: "وهذا لأن مجلس القضاء مجلس هيبة وحشمة فيقفون بين يديه ليكون أهيب فى أعين الناظرين".
(٣) هذه زيادة من بعض رواة الكتاب. كما هو وأبهم، ولم تذكرها س، والمراد "من شيخنا الإمام". الصدر الشهيد حسام الدين عمر شارح الكتاب رحمه الله، والله أعلم.
(٤) وفي م "جرى"؛ هذا المتن مع شرحه ساقط من س.
(٥) وفي س موضع ما بين الرقمين بالرشوة فيزيل في ألفاظ الشهادة أو ينقص.
(٦) في س "بخلاف الأعوان فإنهم يكونون ببعد منه، لأن الأعوان إنما يقفون لأجل الهيبة، وإنما يحصل هذا المقصود إذا كانوا ببعد منه".
(٧) وفي س "ما جرى على لسانه" مكان قوله "شيء".
(٨) ومن قوله "أما الأمناء" مذكور في س بالمعنى.
(٩) هذا القول مقدم في س على قوله "ويجلس كاتبه" إلخ إلى آخر ما ذكر قبل هذه المسألة.
(١٠) وفي س "إلى جانبه".
(١١) وفي م "صكوك الدين" وفي س "والصكوك".
(١٢) لفظ "في القمطر" ساقط من س، ومعنى "في القمطر": أي قال المصنف في حق القمطر.
(١٣) وفي س ألا ترى أن العنزة كانت تحمل بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا جرى الرسم اليوم أن السلاح يحمل بين يدي الملوك".

<<  <   >  >>