أخبرنا أبو الحسن العبدى، حدثنى أبو الحسين، حدثنا رزين بن أبى هارون قال:
قال فوران: ماتت امرأة لبعض أهل العلم، قال: فجاء يحيى بن معين والدورقى. قال: فلم يجدوا امرأة تغسلها إلا امرأة حائض. قال: فجاء أحمد ابن حنبل، وهم جلوس، فقال: ما شأنكم؟ فقال أهل المرأة: ليس نجد غاسلة إلا امرأة حائض، قال: فقال أحمد بن حنبل: أليس تروون عن النبى صلّى الله عليه وسلم «يا عائشة، ناولينى الخمرة؟ قالت: إنّى حائض، فقال: إنّ حيضتك ليست فى يدك» يجوز أن تغسلها. قال: فخجلوا وبقوا.
سمعت أبا العباس البيهقى يقول: سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن سعيد يقول: سمعت العباس بن حمزة يقول: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، فمن لم يعمل هنا ندم هناك.
وروى من طريق النقاش: سمعت الدارقطنى: سمعت أبا سهل بن زياد:
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سئل أحمد رحمه الله عن الفتوة؟ فقال: ترك ما تهوى لما تخشى.
ومن طريق أحمد بن مروان المالكى، حدثنا إدريس الحداد قال: كان أحمد بن حنبل إذا ضاق به الأمر آجر نفسه من الحاكة فسوّى لهم. قال إدريس: فلما كان أيام المحنة، وصرف إلى بيته حمل إليه مال جليل، وهو محتاج إلى رغيف يأكله، فردّ جميع ذلك، ولم يقبل منه قليلا ولا كثيرا، قال:
فجعل عمه إسحاق يحسب مارد، فإذا هو خمسمائة ألف - أو نحوها - فقال له:
يا عم، أراك مشغولا بحساب ما ليس يحسب، فقال: قد رددت اليوم كذا وكذا، وأنت محتاج إلى حبة. فقال: يا عم، لو طلبنا لم يأتنا. وإنما أتانا لمّا تركناه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو محمد بن حبان: سمعت