للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلامتنا معه؛ لأن متبع السليم سليم. وإن ادّعوا علينا أنّا تركنا مذهبه، وتمذهبنا بما يخالف الفقهاء، فليذكروا ذلك ليكون الجواب بحسبه. وإن قالوا: أحمد ما شبّه وأنتم شبّهتم، قلنا: الشافعى لم يكن أشعريّا، وأنتم أشعرية. فإن كان مكذوبا عليكم فقد كذب علينا. ونحن نفزع من التأويل مع نفى التشبيه، فلا يعاب علينا إلا ترك الخوض والبحث وليس بطريقة السلف. ثم ما يريد الطاعنون علينا، ونحن لا نزاحمهم على طلب الدنيا؟

وفى هذه السنة المذكور: توفى أبو طاهر بن علك. وكان من صدر الشافعية، وأكابر المتمولين. فشيّعه نظام الملك وأرباب الدولة. ودفن بتربة أبى إسحاق الشيرازى، وجاء السلطان إلى القبر بعد دفنه.

قال ابن عقيل: جلست إلى جانب نظام الملك، بتربة أبى إسحاق، والملوك قيام بين يديه، واجترأت على ذلك بالعلم. وكان جالسا للتعزية بابن علك.

ولما بويع المستظهر حضر ابن عقيل مع الغزالى والشاشى للمبايعة. فلما توفى المستظهر غسله ابن عقيل مع الشيبى.

قال ابن عقيل: ولما تولد المسترشد تلقانى ثلاثة من المستخدمين، يقول كل واحد منهم: قد طلبك مولانا أمير المؤمنين. فلما صرت بالحضرة، وقال لى قاضى القضاة - وهو قائم بين يديه -: طلبك مولانا أمير المؤمنين ثلاث مرات، فقلت:

ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس. ثم مددت يدى فبسط لى يده الشريفة، فصافحته بعد السلام، وبايعت، فقلت: أبايع سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين المسترشد بالله على كتاب الله وسنة رسوله، وسنة الخلفاء الراشدين، ما أطاق واستطاع، وعلى الطاعة منى.

وكان ابن عقيل رحمه الله من أفاضل العالم، وأذكياء بنى آدم، مفرط الذكاء، متسع الدائرة فى العلوم. وكان خبيرا بالكلام، مطلعا على مذاهب المتكلمين.

وله بعد ذلك فى ذم الكلام وأهله شئ كثير، كما ذكر ابن الجوزى وغيره عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>