وكان ابن عقيل يقول: لا يعظم عندك بذلك نفسك فى ذات الله فهى التى بذلتها بالأمس فى حب مغنية، وهوى أمرد، وخاطرت بها فى الأسفار لأجل زيادة الدنيا. فلما جئت إلى طاعة الله تعالى عظمت ما بذلته، والله ما يحسن بذل النفس إلا لمن إذا أباد أعاد، وإذا أعاد أفاد، وإذا أفاد خلد فائدته على الآباد.
وذاك والله الذى يحسن فيه بذل النفوس، وإبانة الرءوس. أليس هو القائل:
سمع ابن عقيل الحديث الكثير من أبى بكر بن بشران، وأبى الفتح ابن شيطا، وأبى الحسن التوزى، وأبى محمد الجوهرى، وأبى طالب العشارى، والقاضى أبى يعلى، وأبى على المباركى، وغيرهم.
وحدث، وروى عنه ابن ناصر، وعمر بن ظفر المغازلى، وأبو المعمر الأنصارى، وأبو الرضى الفارسى، وأبو القاسم الناصحى، وأبو المظفر السّنجىّ، وأبو الفتح محمد بن يحيى البردانى، وغيرهم. وأجاز لأبى سعد بن السمعانى الحافظ، وعبد الحق اليوسفى، ويحيى بن بوش.
أنبأتنا زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم عن على بن عبد اللطيف الدينورى، عن أبى الحسين بن عبد الحق بن عبد الخالق، أخبرنا أبو الوفاء على بن عقيل الإمام، أخبرنا أبو طالب محمد بن على بن الفتح، أخبرنا محمود بن عمر العكبرى، أخبرنا أبو بكر بن محب إجازة، حدثنا أبو حفص الجوهرى، حدثنا أبو أحمد ابن محمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن محمد الأنماطى - الذى كان ينزل سامرّا - أخبرنا أحمد بن نصر قال: رأيت النبى صلّى الله عليه وسلم فى المنام، فقلت: يا رسول الله من تركت لنا فى عصرنا هذا ممن يقتدى به؟ قال: عليكم بأحمد بن حنبل.
ولا بن عقيل تصانيف كثيرة فى أنواع العلم.
وأكبر تصانيفه: كتاب «الفنون» وهو كتاب كبير جدا، فيه فوائد كثيرة جليلة، فى الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة،