للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يصلى بالمقتفى بالله، فدخل عليه - وهو أول ما دخل - فما زاد على أن قال: السلام على أمير المؤمنين. فقال: ابن التلميذ النّصرانى - وكان قائما، وله إدلال الخدمة، والطب -: ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا شيخ، فلم يلتفت إليه ابن الجواليقى وقال: يا أمير المؤمنين، سلامى هو ما جاءت به السنة النبوية، وروى الحديث، ثم قال: يا أمير المؤمنين، لو حلف حالف أنّ نصرانيا أو يهوديا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه المرضى لما لزمته كفارة، لأن الله ختم على قلوبهم ولن يفك ختم الله إلا الإيمان. فقال: صدقت وأحسنت، وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر، مع فضله وغزارة أدبه.

وقال المنذرى: الإمام أبو منصور، أحد الفضلاء فى اللغة والنحو، وهو من مفاخر بغداد، وله التصانيف المشهورة. حدث أبو منصور بالعوالى من حديثه لعزة أوقاته.

وسمع منه جماعة، منهم: ابن ناصر، وابن السمعانى، وابن الجوزى، وأبو اليمن الكندى.

وتوفى سحر يوم الأحد خامس عشر محرم سنة أربعين وخمسمائة، وصلّى عليه من الغد فى جامع القصر، وحضر الصلاة عليه أرباب الدولة والعلماء، وتقدمهم فى الصلاة قاضى القضاة أبو القاسم الزينبى. ودفن بباب حرب عند والده. رحمهما الله تعالى.

ووهم ابن السمعانى فى وفاته، فقال: فى سنة تسع وثلاثين.

أخبرنا أبو الفتح الميدومى - بمصر - أخبرنا أبو الفرج الحرانى، أخبرنا عبد الرحمن بن على الحافظ، أخبرنا موهوب بن أحمد بن الجواليقى بقراءتى عليه، أخبرنا أبو القاسم على بن أحمد بن البسرى، خبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى، حدثنا أبو مصعب الزهرى عن مالك عن سمى - مولى أبى بكر - عن أبى صالح عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>