للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله حظ كامل من اللغة، ومعرفة تامة فى المتون والأسانيد، كثير الصلاة، دائم التلاوة للقرآن الكريم، مواظب على صلاة الضحى، غير أنه يحب أن يقع فى الناس، ويتكلم فى حقهم. وقد رد هذا عليه الحافظ أبو الفرج بن الجوزى ردّا بليغا.

وقال صاحب الحديث: ما يزال يجرح ويعدل. وقد احتج بكلام ابن ناصر فى أكثر التراجم، فكيف عول عليه فى الجرح والتعديل، ثم طعن فيه؟ ولكن هذا من تعصب ابن السمعانى على أصحاب أحمد. وذكر كلاما كثيرا.

ونقل ابن السمعانى فى ترجمة أحمد بن على الطريثيثى عن ابن ناصر: أن الطريثيثى، كان كذابا ضعيفا فى الرواية، لا يحتج به، ولا يعتمد على روايته.

ثم قال أبو الفضل: لا يحسن الكلام؛ فإنه إذ قال: كذاب، لا يحتاج أن يقول: لا يعتمد على روايته، وإذا رماه بالكذب فلا يقال: إنه ضعيف فى الرواية؛ فإن الضعف دون الكذب.

قال الحافظ أبو محمد بن الأخضر ما معناه: قول شيخنا «كذاب» لأنه روى ما ليس من سماعه، ونهى عن ذلك فلم ينته. وقوله «ضعيف فى الرواية» حيث لم يميز صحيح حديثه من سقيمه. و «لا يحتج به» لأنه ليس من شرط الصحيح بهذا الوصف. و «لا يعتمد على روايته» لوجوب هذا التخليط فى معرفته وحديثه، فلو وصفه بمجرد الكذب لما كان من أهله؛ لأنه ليس من قبيل من يضع متنا ولا يهيئ على متن إسناد، فصاحب الترجمة لم ينفرد بوصف من هذه الأوصاف، بل اشتمل عليها جميعها، فكان الجرح على حسبها.

قال: وقول ابن السمعانى: إن ابن ناصر لا يحسن الكلام، عىّ من القول وقصور عن إدراك الفهم، أتراه من أدرك فى رحلته من اشتمل بصفة شيخنا فى طبقته من حفظ وإتقان، ودوام صلاة وصيام، وأوراد كثيرة، لا يقطعها فى أوقاتها، وحسن خط لم يماثله عالم فى تحقيقه وضبطه، حتى إنه لا يفتقر من قرأ كتابه

<<  <  ج: ص:  >  >>