للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى إسناد، ولا من يعرفه طريق الإسناد، ويفيد من حفظه علوما جمة. له فى كل وصف شريف سيرة حسنة، يعلو شخصه المهابة، كأنه أحد الصحابة، فكيف يستجيز من تعقل وتفهم أن يطلق من لفظه، وقد شاء هذه أنه لا يحسن أن يتكلم؟

قلت: حدث ابن ناصر بالكثير، وأملى الحديث، واستملى للأشياخ الكثير وخرج لهم التخاريج الكثيرة، وتكلم فيها على الأسانيد، ومعانى الأحاديث وفقهها، وله مصنف فى مأخذ فى اللغة على الغريبين للهروى، ومصنف فى مناقب الإمام أحمد فى مجلد، وجزء فى الرد على من يقول: إن صوت العبد بالقرآن غير مخلوق.

وروى عنه خلق كثير من الحفاظ وغيرهم، كالسلفى، وابن عساكر، وأبى موسى، وابن السمعانى، وابن الجوزى، وابن الأخضر، وابن سكينة، وعبد الرزاق بن عبد القادر، ويحيى بن الربيع مدرس النظامية، وأبى بكر محمد ابن غنيمة بن الحلاوى الفقيه الحنبلي، وأبى اليمن الكندى، وخلق كثير. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقير.

وتوفى ليلة الثلاثاء ثامن عشر شعبان سنة خمسين وخمسمائة، وصلّى عليه قريبا من جامع السلطان، ظاهر السور بالجانب الشرقى، ثم بجامع المنصور، ثم بالحربية ودفن بمقبرة باب حرب، إلى جانب أبى منصور بن الأنبارى تحت السدرة.

وذكر ذلك ابن الجوزى، وقال: حدثنى أبو بكر بن الخضرى الفقيه، قال: رأيته فى المنام، فقلت: يا سيدى، ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لى، وقال لى: قد غفرت لعشرة من أصحاب الحديث فى زمانك؛ لأنك رئيسهم وسيدهم. رحمه الله تعالى.

وذكر غيره: أنه صلّى عليه أولا على باب جامع السلطان أبو الفضل بن شافع بوصية منه، ثم صلّى عليه الشيخ عبد القادر، ثم ابن الفواريرى بجامع المنصور، ثم عمر الحربى بالحربية، ودفن وقت الظهر، وكانت جنازته عظيمة، وحضره عالم كثير. رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>