للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وأنشدنا لنفسه:

يلذ بهذا العيش من ليس يعقل … ويزهد فيه الألمعى المحصل

وما عجب نفس أن ترى الرأى إنما … العجيبة نفس مقتضى الرأى تفعل

إلى الله أشكو همة دنيوية … ترى النص إلا أنها تتأول

ينهنها موت النبيه فترعوى … ويخدعها روح الحياة فتغفل

وفى كل جزء ينقضى من زمانها … من الجسم جزء مثله يتحلل

فنفس الفتى فى سهوها وهى تنقضى … وجسم الفتى فى شغله وهو يعمل

قال: وأنشدنا لنفسه:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه … وأراه أسهل ما عليك يضيع

قال: وأنشدنا لنفسه:

الحمد لله هذا العين لا الأثر … فما الذى باتباع الحق ينتظر

وقت يفوت وأشغال معوّقة … وضعف عزم، ودار شأنها الغير

والناس ركضا إلى مهوى مصارعهم … وليس عندهم من ركضهم خبر

تسعى بهم خادعات من سلامتهم … فيبلغون إلى المهوى وما شعروا

والجهل أصل فساد الناس كلهم … والجهل أصل عليه يخلق البشر

وإنما العلم عن ذى الرشد يطرحه … كما عن الطفل يوما يطرح السرر

وأصعب الداء داء لا يحس به … كالدق يضعف حسا وهو يستعر

وإنما لم يحس المرء موقعها … لأن أجزاؤه قد عمها الضرر

وقال صاحب سيرته: سمعته يقول: لولا عموم فقراء الناس ما استغنوا؛ فإن الإنسان لما افتقر احتال، فسافر لجلب الثياب والمطاعم والأدوية والحطب، وغير ذلك، فانتفع بذلك المقيم فلو أن الناس استغنوا عن الكسب لافتقروا، لكنهم لما افتقروا تم الفناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>